المرأة السعودية …
مبادرات قيادية ناضجة … و أدوار اجتماعية فاعلة
نوره الجميعه – القصيم
.. في كل يوم جديد تثبت المرأة الخليجية بصورة عامة والسعودية على وجه الخصوص بأنها قادرة على وضع بصماتها في كل مجالات الحياة و التأثير أيجابياً على واقع الأمور داخل مجتمعاتها الصغيرة والكبيرة ، ولم تعد مشاركة المرأة قاصرة على الأدوار التقليدية بل تجاوزت ذلك إلى آفاق جعلتها منافساً مباشراً للرجل في كافة ميادين العمل والانتاج والإبداع …
… قصص نجاح كثيرة نجدها اليوم تسعى بين الناس في كل مكان تحكي عن فتيات ونساء خليجيات كسرن حاجز الترقب والإنزواء خلف الأسوار فانطقن بكل ثبات وثقة يكتبن باحرف من نور وتوهج صفحات مضيئة في كل مجال .. نعم المرأة في كل مكان وكل زمان مدججة باسباب العلم وحاضرة بالطموحات الكبيرة لتقول كلمتها .. ( أنا هنا ) …
(الجودة ) توقف عبر محطات متنوعة مع رائدات ومبادرات من النساء والفتيات الخليجيات تعرفت من خلالهن على طبيعة الاسهامات للمراة الخليجية على المستوى الاجتماعي والتربوي والتعليمي والفكري وشخصيتها القيادية داخل القطاعات المختلفة .
حضور وجدارة
لم تقعدها ظروف الإعاقة عن تحقيق ما تريد أو تثنيها أي عوائق من خوض تجربتها الخاصة … (أبرار السبر) محررة صحفية و حاصلة على المركز الأول في مسابقة الكتابة الأدبية (عظماء) لذوي الإعاقة حالة خاصة في الطموح وكسر الحواجز وتحدي المستحيل . تقول ( أبرار ) إن المرأة لم تعد ذاك الكائن الضعيف الذي يعتمد على الآخرين في كل شيئ فهي – حسب رأيها – تستطيع أن تقود أمة بكاملها مثلما يمكنها أن تؤثر سلباً أو إيجابياً على حياة الآخرين وهذا أمر مشاهد وملموس اليوم في كافة مجالات الحياة ولا يمكن نكرانه بأي حال من الأحوال ولم يعد محل نقاش لأن العنصر النسائي أصبح منتشراً في كل المؤسسات وكثيرات من النساء تقلدن المناصب العليا وقدمن تجارب ناجحة اثبتت مقدرة المرأة ومهاراتها في القيادة وجدارتها المستحقة . وحول ما حققته المرأة السعودية على الصعيد الاجتماعي الموازي لدورها العام تقول أبرار إن المرأة السعودية ظلت تشكل قاعدة أساسية في تربية الأجيال ومع ذلك فهي اليوم تقدم نماذج فريدة داخل المدارس والمستشفيات والجامعات وكل مؤسسات الدولة كما استطاعت اثبات وجودها العملي عبر عدد كبير من البرامج التطوعية والخيرية والإنسانية وقد وضح ذلك جلياً ضمن مشاركتها الفاعلة في مواسم الحج المختلفة ودورها الرائد داخل المؤسسات التعليمية من خلال برنامج ( فطن ) ومع ذلك – والحديث لأبرار – مازال الطريق طويلاً أمام المرأة لتحقيق المزيد من الطفرات ومضاعفة جهودها نحو تأكيد جدارتها في نيل فرصها المستحقة في جميع المجالات .
إدعاءات باطلة
لم تكن المرأة السعودية بعيدة عن الحراك الثقافي والأدبي والفكري فقد شهدت الساحة الخليجية خلال السنوات الأخيرة مبادرات ومشاركات ثرة للأقلام النسائية وظهرت على الساحة الثقافية اسماء نسائية اكدت مقدرتها الإبداعية في شتى ضروب الأدب والفنون ، أو كما تقول ( شعاع العنزي ) مديرة إدراة العلاقات العامة بمركز تطلع الإعلامي النسائي في منطقة تبوك إن المرأة أصبحت تشكل عنصراً ثقافياً فاعلاً وباتت تزاحم بقوة في هذا المجال حتى اعتلت منصات التكريم في عدد من المناسبات الإقليمية والعالمية وهذا مؤشر واضح على أن المرأة السعودية قادمة بقوة في هذا الميدان ناهيك عن المجالات الأخرى حيث أصبح وجود المرأة فيها موضع فخر واعتزاز للجميع . وتؤكد شعاع على أن خصوصية المرأة داخل المجتمع السعودي لم تقف حائلاً دون انطلاقها وتحقيق طموحاتها في ظل الرعاية المباشرة التي تحظى بها من قبل مؤسسات الدولة والدليل على ذلك وجود جامعة الأميرة نورة المخصصة بالكامل للفتيات وقالت إن هذا خير رد على الذين يدعون بأن المرأة السعودية ( مهمشة ) و لا تتمتع بحقوقها كاملة فالواقع يكذب هذا الإدعاء الباطل ويؤكد على أن النساء في المملكة يصنعن الحاضر والمستقبل مع أخوانهن الرجال وتبقى المرأة السعودية – حسب شعاع – محل تقدير ومصدر عطاء في كل الأزمان .
رأي مختلف
رغم تامينها على الخطوات الكبيرة التي حققتها المرأة السعودية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية و مساهماتها الفاعلة في عدد الأخرى القطاعات ترى الصحفية بجريدة ( الرياض ) مرام الجبيل أن المرأة مازالت تعاني تهميشاً نوعياً في الميدان الثقافي ولا تتمتع بالفرص العادلة داخل مؤسسات الدولة اسوة برصيفها الرجل ، وقالت إن الجميع يؤمنون الآن بقدرات المرأة الفكرية والإبداعية ومع ذلك يتم اقصائها من مواضع صناعة القرار و ارجعت ذلك إلى النزعة الذكورية التي مازالت – حسب رأيها – سائدة بين عدد كبير من طبقات المجتمع خلافاً للتوجهات المنفتحة للدولة ومساندتها لتمكين المرأة على كل المستويات ، وفي المقابل ترى مرام في ختام حديثها ـ (الجودة ) أن ثورة المعلومات الهائلة وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات على مواقع الشبكة العنكبوتية قد فتح الأبواب واسعاً أمام المرأة للتعبير بقوة عن إمكاناتها الثقافية وتعزيز فاعليتها الإبداعية .