التحرير: دبي
ستكمل الأردن الإجراءات اللازمة لاستيراد النفط الخام من العراق، بموجب مذكرة تفاهم وُقّعت بين البلدين مطلع شهر فبراير الماضي، ويُتوقع أن يعود النفط العراقي قريباً إلى الأسواق الأردنية بعد سنوات من الانقطاع. وسينقل النفط من خلال 800 صهريج مناصفة بين الطرفين من منطقة بيجي شمال بغداد في العراق إلى مصفاة البترول في الزرقاء شمال شرق عمّان.
وقالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية المهندسة، هالة زواتي،حسب صحيفة البيان إن تزويد الأردن بالنفط الخام العراقي سيكون بمقدار نصف مليون طن من مصفاة بيجي العراقية إلى مصفاة بترول الزرقاء.
وأضافت: “وسيشتري الأردن النفط الخام العراقي لتلبية جزء من احتياجاته السنوية، وبما لا يزيد على 10 آلاف برميل يومياً تشكّل 7 في المئة من احتياجات المملكة، على أساس معدل سعر خام برنت الشهري بحسم فرق كلف النقل وفرق المواصفات، ومقدارها 16 دولاراً للبرميل الواحد”.
وستشارك في عملية النقل، وفق الوزيرة، صهاريج عراقية بواقع 50 في المئة من الكمية اليومية إلى جانب الصهاريج الأردنية، مؤكدةً أهمية تضافر الجهود لإنجاح عملية نقل النفط الخام. وأوضحت زواتي أن التعاون بين البلدين في مجال الطاقة لا يقتصر على هذا الجانب، إذ يعمل الأردن والعراق على إتمام الإجراءات اللازمة لإنشاء أنبوب نفط يمتد من البصرة مروراً بمنطقة حديثة ومن ثم إلى ميناء العقبة، وكذلك إقامة شبكة للربط الكهربائي بين البلدين، إذ سيزوّد الأردن العراق بالكهرباء عبر شبكة مشتركة.
عودة
إلى ذلك، أكّد أستاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك، د. قاسم الحموري، أن الأردن كان يعتمد بالكامل على النفط العراقي في التسعينيات وأوائل القرن الحالي، فيما كان العراق يشكّل مصدراً أساسياً للنفط والتزود به، إلّا أنّ الظروف السياسية والأمنية المضطربة في العراق أملت على الأردن التحوّل إلى مصادر أخرى للخام، وإلى السوق الدولي للتزود بالمشتقات الأخرى. وأضاف: “في سنوات سابقة تم الاتفاق على تزويد العراق للأردن بالنفط الخام، وكانت الكميات تتراوح بين 10 إلى 15 ألف برميل بشكل يومي وبأسعار تفضيلية، ولكن هذه الاتفاقية لم تستمر نتيجة الأوضاع، وشهدنا مرة أخرى اتفاقية جديدة بالكميات نفسها، ستسهم في توفير 8 في المئة من إجمالي احتياجات الأردن اليومية من النفط”.