علي اليامي
.. وتمضي الأيام تباعا وكذا السنوات ؛ ولكن تظل اللحظات المدهشة محفورة على جدران الذاكرة عصية على النسيان خالدة في النفوس والوجدان..
… نعم .. وذكرى اليوم الوطني للمملكة ظل ومازال هو العنوان الأبرز بين كل المواعيد ، بل هو الوسم الأجمل والوسام الأرفع لدى كل مواطن سعودي ينعم بخيرات هذا البلد المبارك ، ويستظل تحت قيادته الحكيمة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز – رحمه الله – ومرورا بالمسيرة الطيبة لأبنائه البرره سعود ، وفيصل ، وخالد ، وفهد ، وعبد الله – رحمهم الله جميعا – وحتى عهدنا الزاهر تحت رعاية ومظلة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – أطال الله عمره – وولي عهده الامين ويستمر العطاء ويتواصل الاحتفاء بهذه الذكرى العطرة – بإذن الله – والسعودية تسجل في كل يوم تاريخ جديد.
… تداعت إلى ذهني هذه الكلمات ونحن نستشرف في هذه الأيام ذكرى اليوم الوطني (٨٩ ) وكلما اطلت تباشير هذه الذكرى المباركة عادت بي الأيام سريعا إلى ساعات لا يمكن تجاوزها في حسابات الزمان وذلك حين كان صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أميرا على نجران .. ويا لها من لحظات وايام .. مازالت ذاكرة أهل نجران تحتفظ بشلالات الفرح ، وحالة السعادة والسرور التي تعم حواضر وأرياف المنطقة في هذه اليوم من كل عام .. وإن حييت لن انسى احتفالات اليوم الوطني الواحد والثمانيين ، والثاني والثمانين والثالث والثمانين حين كانت المدينة ترتدي ثوب عرسها في كل عام وتصدح الأناشيد جزلى بهذا اليوم السعيد ويتألق الفرح بين الساحات والشوارع وداخل القلوب .. ولن أنس يوم أن تشرفت بترشيح سمو الأمير مشعل لي برئاسة اللجنة الإعلامية للاحتفالات باليوم الوطني وكيف أن سموه كان يحرص على أن يخرج هذا اليوم في أبهى حلة وأجمل صورة. ولا زالت كلمات سموه المحفزة لرئيس اللجان ماثلة في ذاكرتي ، ومازال سخائه وكرمه وتشجيعه للجميع يتردد داخل وجداني كأنه حدث بالأمس القريب. لقد جعل الأمير مشعل من هذا اليوم مناسبة فرح كبير وعشق للوطن يتجاوز حدود الزمان والمكان ، وكرنفال من الوان السعادة تسابقت في تغطيته الصحف والقنوات الفضائية لكل العالم.. وكان الضيوف حضورا انيقا كما ونوعا وعلى رأسهم المبدع دوما دكتور عبد الرحمن المشيقح الذي ما انفك يردد يومها ( انكم فى نعمة يا اهل نجران ما دمتم في رعاية الأمير مشعل) .. والذاكرة مازالت رطبة وهي تستدعي صوت الراحل ابو بكر سالم بلفقيه وهو يصدح باجمل الالحان عشقا وحبا للوطن والقيادة الحكيمة ، ولا زالت كلمات صديقي واخي ناصر العبد الله تتردد على مسامعي وهو يعبر بصدق عن دهشته واعجابه قائلا: (أهنيئكم يا اهل نجران بهذه الاحتفالات غير المسبوقة) .. ولن انس كيف كان رجال الاعمال من ابناء المنطقة يتسابقون عشقا للوطن إلى دعم كل مناسبة والمشاركة في هذا اليوم المشهود، ولا يفوتني بأن كل هذا المشهد الراقي والتنظيم الاحترافي كان يقف وراءه الأخ العزيز والمايسترو المتمكن رئيس اللجان وقتها زياد غضيف .. ويمتد شريط الذكريات وتتوالى صور الإبداع من تلك الأيام الخالدة ومشعل بن عبد الله يوزع الخيرات يمينا وشمالا ، ويحتضن الجميع دون حواجز ، ويبث روح الحماس في اعضاء اللجان حتى يخرج الاحتفال في أبهى حلة وازهى الالوان وقبل هذا ينثر الكرم في كل الاتجاهات فيشعر الجميع معه بطعم الفرح ويتشاركون بهجة المناسبة العظيمة فيا لها من أيام وذكريات خالدات ..
.. رحم الله المؤسس الملك عبد العزيز وابنائه البررة وحفظ لنا مليكنا وراعينا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجعل من هذه المناسبة المهمة موعدا جديدا للتطور والنمو والرفاهية للسعودية دولة العز والخير والاستقرار والمحبة ..