فتحٌ مبينٌ في بريدة أقبلا
لينير في درب الورى مستقبلا
أرض القصيم بدا لمجدك راية
وقفت ترفرف في إباء قد على
دور العلوم بظل جامعة العرى
مدُّ المعارف بالعقول توغلا
مستقبل الأجيال في مستقبلٍ
صرح الحداثة للحداثة موئلا
فرسانها رواد علم يا لها
حصن رصين للتعلم أنزلا
من جيلها المنشود تمضي رفعة
تُبدي طرائق للترقي منهلا
في ركبها المحمود ساعد عزةٍ
سلك الدروب وفي المصاعب ذللا
جيل التفرد قد أقام بخلدها
وثاب خير للأعالي أقبلا
عمل رفيع ما استكان لدعة
مقدام نبلٍ قد سماها أولا
بجلائل الأسفار قام منارة
يرقى على طول الدوام منازلا
يا روضة العلم المربي نشئنا
ارمي ظلالا فالمسار تحولا
لشموخ هام في رؤى مستقبلٍ
يعلو إلى كبد السما متأملا
نبع العطاء بكل ناصية نما
يمضي رقيا يستحث الأفضلا
دفع النبوغ شوامخا لتقدمٍ
في جيلنا المنشود قام ورتلا
(وقل اعملوا) يا قوم إن نهوضنا
علم رصين في العزائم أشعلا
من وثبة الجيل الأبيّ سواعد
قامت لتجعل من بريدة أجملا
يا راعي العلم المكين تقودنا
نحو الرقي لنهضة فوق العلا
من باعث الجهد الدءوب مناقب
من وقد هام للكفاح تكللا
بزغ الضحى للعلم ظلٌ قد طحى
فتمخضت ارض النماء سنابلا
الفكر أزهر في العقول تقدما
يعدو سناه إلى السنام وعجّلا
قد خرّج الجيل الجديد ريادة
سبقٌ تجلى في النبوغ وهللا
هذا بناء من رؤى أفكاره
أسس الحضارة في (بُريد) تأصلا
هذا سليل العلم أهدى فكرة
عصماء تلقى بالدعائم مُقبِلا
هذا ربيع الحُسن لاح مواكبا
تزهو شموخا كالفراش تنقلا
فوق الغصون الباسقات غدوه
والى رواح الناديات تدللا
ومض السبيل قد استفاض بنوره
للعبقرية منهلا وجداولا
هرم العلوم قد استطال بناؤه
محراب نسكٍ من أتاه تبتلا
المجد في علياء جامعة الذرى
تمضي بها العزمات صادحة هلا
قد ألهبت بين الجوانح وهجة
للفكر صوت بالفضائل جلجلا
كم جاء يرعى في خمائل أيكها
مهد النبوغ مضي رسوخا مذهلا
تُعليه هامات النهوض لغاية
مُثلى تلاقي في صباها أمثلا
الفيض لاح على الربوع تجليا
في جيل فخر قد رآه وأمّلا
رواد فكرٍ للطليعة قمة
نبراس هَدي بالمناقب أسبلا
فهمُ الذين توافدوا سبْقاً إلى
إعلاء وطنٍ بالمضاء تسربلا
وهناك أرسى للمكارم سنةً
ركبٌ إلى ساح العلوم ترجّلا
كم منبر للبحث صاغ روافدا
يا جلينا المنشود فيضك أجزلا
وجهات خير كنت أنت قوامها
بسلاح علمك لن تكون الاعزلا
ركن العلوم أقمت فيه شواهقا
فكرا جليا بالرسوخ تفضلا
وسلكت سبلا للحضارة جلها
تبني ممالك للنهوض وسائلا
نحو الرقي أما رأيت عرينها
قد ضم سفرا للمعاني مُجْملا
هذي قلاع العلم تبعث فخرها
لربيب علمٍ قد سماها مبجلا
*******
رمضان زيدان
zidaneramadan@gmail.com