علي اليامي : دبي
أبواب الطموح دائماً مشرعة لكل من يريد أن يدخل منها نحو آفاق أخرى ليحقق ما يريد .. هكذا تقول التجربة الإنسانية في كل زمان ومكان. البعض منا يطلق العنان لمقدراته و يحول طاقته إلى عمل إيجابي ينفع به نفسه وكل من حوله، والبعض الآخر يستكين للظروف وينتظر أن يتكفل غيره بتقرير مسار حياته. وتثبت الواقعة أن الأستاذ حسين محسن آل منجم كان من الطائفة الأولى التي تصنع النجاح رغم أنف المستحيل. رجل عرفه الجميع في نجران كموظف حكومي مجتهد ومتجدد .. ولكنه يحمل بين قلبه طموحاً بلا حدود. لم تقعده ظروف عن مواصلة مدارج العلم والتعلم فالتحق بالجامعة وهو متسلحا بالطموح لينهل من العلم ويتوسع في المعرفة غير مهتم بالعوائق .. بدأ حياة جديدة نحو آفاق متجددة. تعلم اللغة العربية التي أحبها منذ نعومة أظافره بدافع الهواية وتفاعل معها حتى أصبحت تشكل عالمه الخاص و تجول بين تفاصيلها ومفرداتها ومحاسنها فأحكم ناصيتها وتبحر في بيانها فأنقادت له سلسة وتحدث بها شعراً وأدباً وسحراً ثم ألتحق بمجال التعليم ينشر معرفته وعلمه وأدبه بين طلابه مساهماً بفاعلية في صناعة جيل جديد وغد أفضل لكل من درس على يديه. حقاً إن حسين بن محسن آل منجم واحد من العصاميين الذين وضعوا أنفسهم في المقدمة بفضل المثابرة والإجتهاد فأضحى علماً بين الناس في نجران فهو الشاعر الذي لايشق له غبار والمتحدث المفوه والموسوعة في الأدب والتاريخ والتراث ومع ذلك تجده طيباً نقياً متواضاً مع الجميع. ورغم أنه ترجل عن صهوة التدريس وهو في قمة عطائه إلا أن بصمته مازالت حاضرة إينما رحل وأرتحل. نعم حسين آل منجم هو أيقونة مجتمعه وشمعتها التي لم ولن تنطفئ أبد