بدء الخليقة كان كلمة
ختم الوثيقة كن فيكون
دحرت عن النفس الظنون
قد علّم
الأسماء والأحياء والأشياء
كلٌ مولي وجهته حيث شاء
وكانت الفطرة السليمة
تصونها نصاعة السريرة
في الزمن البعيد
كانت الشئ الجديد
أما هنا في وقتنا الحالي
إنه لحيي أن يباركها
التفرّد لِسَمْتك الوحيد
لنبلك الفريد
لروحك الطهور
مثل حبات المطر
مثل قطرات الندي
مثل وجنات الزهور
قلبك المخموم
صنوان النجوم
من بهاءه صارت الظلماء نور
كالكوكب السيّار ركبه
في الموكب الوضّاءِ قد سرى
مسبحاً وسابحاً نحو الذرى
في الكون الرحيب
ذو الوجه الصبوح للغضِّ القشيب
حُسن الطوية والروية والسجايا
مضمونها المعطاء قد غمر البرايا
يا عابد الرحمن في ملكوتها
مكثت بين شروحها
وعكفت في محرابها
داعياً مُعلماً .. نابغاً وناسكاً
في الكلمات في نبض الحروف
التقني سكنته الألوف
من المصطلحات – المفردات
التي كشفْتَ عنها الطلاسم
وحميتها من كل آثم
قد أراد أن ينسبها لأبٍ عقيم
وأمٍ لم تتعسر في وجع المخاض
سلِمت جهودك التي صانت وعودك
حينما عدت بالكلمة إلى متحف الكرمة العتيق
لحضن أمها العربية الضاد الأبية
ووثّقت لنا أصلها اللُغوي
عبر آمادٍ توالت بالحقب
فانظر التاريخ ذخراً قد كتب
يا مُعلم الجيل الأبي
بين أسفار المعاجم
عند ساحات التراجم
رأيك العلمي ثاقب
قم وراقب
قد حواها بين طيات الصحف
والحرف في مكنونها وجدانه وصف
يا سيد الكلمات
أعرني ريشتك التي أبدعت بها والدواة
كي أصوغ لك وثيقة النبوغ والتميّز
فوق جذع السنديان فوق أشجار النخيل
بين هامات العلا
فهذا هو حقك الأصيل
لعلمك الجليل في مخيلة الرؤى
في صحائف الشموخ قد حوى
وكان في السبق الدليل نحو إبداعٍ رصين
قد سما
أعرني يا سيد الكلمات
كي أكتب القريض والنشيدَ
كي أصافح القصيد من خلالك
قد لمحت اليوم ظلاً من ظلالك
لامتثالك لانتهاجك في مسار الأولين
العالِمين العاملين
الضاد العظيمة ممتنةً لك
وهذا هو صك
امتنانها
للذود عن حياضها
بأحرفها ببيانها
باستعاراتها بعذوبة نسقها
ببحورها أوزانها برويها
قد شَغلَتْ لك بردة الريادة
وجاء في مرسومها لتعتلي السيادة
وشهد الجميع توقيع الضادُ العربية
وتلك مسئولية أنتم لها أهلها
يا رائد البيان قل لي بالله من دلها
عليك
وسموت للتبيان يا عابد الرحمان
يا سيد الكلمات في كبد النهى
وطئت أرضها غير مسبوق الخطى
بالفكر والإبداع قد وسِعتَ روضها
وتُفصح الكلمات عن وجدانها
عن ربها الذي عبّد الدرب لها
ها هي العقود دوّنت السطور
في سفر المعاجم والبنجر والمقيس
تبيانها في روضة الخميس
إعلانك الحتمي لتوجّهٍ عربي
حثيث
للدفع بتمرس المهن
ليبقى ساعد الوطن
العامل الفتي للمُضي
نحو إعلان الهدف
نحو إجلاء الترف
رحلة الإبداع
قد أينعت وتدلى طرحها
كالعناقيد كالقناديل في طول الشوارع
ضياءها شعاعها يسارع
عجلة الزمن ليرتقي الوطن
أيها المقدام
قد دبت الأقدام
وحان وقتها
وفج نورها الجليّ
ساعة العمل المهني
دقت
ودارت العقارب
لتدرك المآرب
في وثبة الخُطى
يا سيد الكلمات
يا موطن المعاجم قد حان قد أتى
الوقت للبناء
لا تقل متى فالآن يا فتى
هيا للبناء .. هيا للبناء
لأن البدء كلمة فاضت بها السماء
*******
رمضان زيدان
zidaneramadan@gmail.com