المصدر : الشارقة 24
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على مواصلة جهود الشارقة للارتقاء باللغة العربية وحفظ مكانتها العالمية، عبر الاهتمام بإنشاء عدد من المشروعات الهامة على مستوى الوطن العربي، مثل المجامع اللغوية والقاموس التاريخي للغة العربية، إلى جانب أهمية تفعيل أدوات ووسائل التواصل والتعاون في المجالات الثقافية.
جاء ذلك خلال مداخلة لسموه في جلسة حوارية أقيمت ، ضمن فعاليات الدورة الـ 37 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، استضافت معالي الدكتور عزالدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري، شخصية العام الثقافية للمعرض هذا العام، وأدارها معالي محمد صابر عرب وزير الثقافة المصري الأسبق، استعرض فيها ميهوبي تاريخ وحاضر ومستقبل اللغة العربية.
وأشار سموه إلى أنه كان من الملاحظ في الفترات الماضية أن هناك قصوراً وإهمالاً من أصحاب اللغة العربية، لافتاً سموه إلى بعض المشروعات التي تهتم بها الشارقة، قائلاً: “خلال الأعوام الماضية، استطعنا أن نبدأ أولى الخطوات وأن نرتقي بالمجامع اللغوية على مستوى الوطن العربي، وهناك مشروع القاموس اللغوي الذي نحن بصدد إنجازه وهو عمل كبير وشاق، وقد قدر القائمون على أمره ما بين 8-10 أعوام لإنجازه، ونحن نختصرها بزيادة أعداد القائمين على هذا المشروع، حتى يرى النور في أسرع وقت ممكن”.
وأشار سموه إلى عدة خطوات على مستوى الوطن العربي تحتاجها اللغة العربية لاستعادة مكانتها عبر برامج مدروسة، قائلاً: “بجانب مشروع القاموس اللغوي، سيتم العمل خلال المرحلة المقبلة على تفعيل الاتصال بوزارات الثقافة، ووزارات التربية والتعليم في كل دولنا العربية، والوقوف بجانب برامجهم لبذل مزيد من الجهود للارتقاء باللغة العربية من خلال المناهج التعليمية في المدارس والجامعات، وكذلك من خلال صناع الثقافة، والتي تعقبها خطوة ثالثة تتمثل في السعي إلى المحافظة على اللغة العربية في أدوات الاتصال الجماهيري سواء كانت اذاعة أو صحافة أو تلفزيون، وتصحيح المفاهيم التي تصل إلى الناس عبرها بشكل مباشر”.
وأكد سموه على مواصلته في تقديم الدعم والمساندة لجميع المؤسسات والأفراد المعنيين والمهتمين بشأن لغتنا العربية، لافتاً سموه إلى أن التحذيرات التي وردت خلال الجلسة الحوارية حول التهديدات التي تواجه اللغة العربية ليست سوى تحذير وتنبيه من العاشقين للغة العربية.
وأوضح سموه أنه من العاشقين للعربية لأنها لغة القرآن، ومن الداعمين لتاريخها وتراثها، متمنياً سموه أن يأتي يوم ويجد العرب لغتهم في المركز الأول بين لغات العالم، وليس الرابع.
ولفت سموه إلى أن التواصل والتعاون بين البلدان العربية ساهم في ذوبان الفروقات في المعاني بين المتحدثين، وهو الأمر الذي يرجع إلى أن اللغة العربية لها مترادفاتٌ كثيرةٌ، وكل متحدث يختار اللفظ المعين الذي يميل إليه، مشيراً سموه إلى تلاشي الدعوات السابقة إلى إقامة اللهجات واتخاذها كلغات.
وقال سموه: “نأمل إن شاء الله أن نحافظُ على هذه اللغة، ونقومُ بما يساند القائمين على إقامتها، والمحافظة عليها بالتواصل والعمل والبحث، وإن شاء الله نصل إلى ما نصبو إليه”.
وحول جذور اللغة العربية وامتداداتها التاريخية، قال سموه: “اللغة العربية لا أقول إنها أتت كما أتت اللغة العبرية، هناك فرق، اللغة العربية الأصل فيها هو اللغة الآرامية، والتي انتشرت ثقافةً وعلماً واقتصادً”.
وعن الاختلافات بين اللغة العربية واللغة العبرية، قال سموه: “اللغة العبرية كانت لغة العابرين للنهر، وهي لم تستخدم كثيراً وهو ما قادها للاندثار، ولإعادة إحيائها مجدداً، قام أصحابها بالأخذ من اللغة العربية ما يحتاجونه فقط ما جعلها لغة ناقصة، وعلى هذا الصعيد، نجد لديهم أسلوب خاص في الترويج لثقافتهم ولغتهم وهو تهديم ما حولهم وبناء ما لديهم، وذلك على صعيد التراث والثقافة وغيرهما من المجالات، وهو ما دفعهم للقول مؤخراً بأنهم من بنوا الأهرامات على الرغم أن الأهرامات عندما كانت قائمة، كانوا هم على هامش الدولة المصرية وعلى أطرافها”.
واختتم سموه مداخلته بضرورة زيادة الجهود لحماية اللغة العربية، ومؤكداً سموه أن التحرك الثقافي هو الأهم.