بقلم : تهاني الحميري
كلما حاولت ممارسة لغة الصمت في حضرة جلالك تعتريني رغبة الافصاح أكثر ، فالهروب منك يا وطني لا يكون إلا إليك .. وذاكرة الكلمات المشحوذة بالعشق هي من أجلك أنت فقط لا غير ، فكيف لي بالله أن أقف وسط هذا الذهول و أنظر إلى محنتك المصطنعة ولا أحرك ساكناً .. وطني .. لك أنت وحدك تستجيب القلوب راضية مرضية ..لا يحركها شيئ سوى حبك الكبير .. نعم الصمت هنا يعني خيانة والخوف جريمة نكراء في حق أرضك وشعبك والتاريخ ، وإني أرى ما يجري الآن داخل سوحك الجميلة لن يزيدك إلا عزماً وقوة ، والنار التي تشتعل فيك اليوم غداً تتوهج نوراً وأملاً .
.. إني لأعجب لأمر رهط انقلابيين عنوانهم حوثيين حمقى خرجوا من كهوف الظلام لينصبوا انفسهم زوراً وبهتاناً أوصياء على حاضرك وهذا المخلوع علي صالح الذي لفظته الجموع يشاركهم في سواءتهم .. يزرعون بذور الشقاق بين أبنائك ولا يدخرون جهداً ولا زمناً في تحطيم كل جميل ونبيل فيك ، ولكنهم نسوا أو تناسوا أن هذا الوطن لن يستكين حتى يستقيم الظل والعود وأن أرحام أروى وبلقيس ما زالت تلد الأبطال في كل شبر من هذا اليمن السعيد .. هنا مهد الحضارة .. هنا عنوان الجسارة .
.. نعم اليمن سيبقى شامخاً بتاريخه وعزيزاً بأبنائه المخلصين ، ومهما تكالبت قوى الشر على جسده فإنه لن يعرف الخسارة لأن خسارة اليمن تعني انهيار أمة بكاملها والتاريخ لن يسمح بهذا المصير أبداً . واليمن سيبقى رغم كل الأهوال وكيد المترصين ؛ لأن أنصار الحق يصطفون إلى جانبه في قلب رجل واحد ضد أعداء الإنسانية وغداً لا ريب تسطع شمس الحقيقة ، وينطلق اليمن كطائر الفينيق ينفض عن جناحيه الرماد باتجاه أفقه الجديد لان التاريخ علمنا بأن الوطن منتصر لا محال مهما تداعت قوى الشر وتكالبت الأهوال ، والتاريخ لا يكذب أهله أبداً فلنستعد للاحتفال بساعة النصر الكبير بين أحضان الوطن الجميل .