علي اليامي : دبي
خيمت أجواء من الخوف والترقب على صنعاء بعد الاشتباكات التي شهدتها العاصمة اليمنية خلال الأيام القليلة الماضية وراح ضحيتها الرئيس السابق علي عبد الله صالح وعدد من أفراد أسرته ومنتسبي المؤتمر الشعبي العام على يد المليشيات الحوثية وجعلت الوحشية التي تعامل بها أتباع الحوثي مع الأسرى و المصابين السكان إلى إلتزام منازلهم وتكديسهم للمؤن الغذائية واصفين ما قامت به المليشيات من مشاهد دموية وقتل للأسرى والمصابين بأنه لا يمت بصلة لأعراف وتقاليد المجتمع اليمني الذي عرف بالتسامح والحكمة وحفظ العهود.
ثأر ورعب
يقول الشيخ محمد العبيدي إن قبائل حاشد لن تغفرللحوثيين الأعمال الإجرامية التي أغترفوها بحق القيادات والمدنيين بعيداً عن أي إجراءات دولية وتوعد في حديثه مع ( الجودة) بأن القبائل تعاهدت على أن تثأر لعلي عبد الله صالح ولن يرضيها إلا رأس عبد الملك الحوثي وأن مشايخ هذه القبائل لن يدعوا هذا الأمر يمر دون عقاب على كل الذين شاركوا في هذه الجريمة النكراء مشيراً إلحالة الخوف والهلع التي زرعتها مليشيا الحوثي في أوساط المدنيين خلال الأيام الفائتة. وفي السياق نفسه قال أحد الصحافيين المحليين إن جميع المحال التجارية مازالت مغلقة في صنعاء وأن حالة من التوجس تخيم على المدينة منذ إغتيال صالح مشيراً إلى الإرتفاع الجنوني الذي حدث في أسعار المواد الغذائية بينما طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أول أمس الثلاثاء بضرورة إتخاذ إجراءات سريعة تسمح بوصول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية إلى صنعاء. وفي الأثناء استقبلت المستشفيات خلال اليومين الفائتين العشرات من حالات الصدمات النفسية بين الأطفال والنساء وكبار السن بسبب حالة الفوضى التي شهدتها العاصمة قبل وبعد مقتل الرئيس صالح. وتقول انتصار (مدرسة) إنها وأطفالها الأربعة تعيش في حالة رعب كبير جراء العنف والمصير المجهول الذي يحيط بهم ونريد مغادرة صنعاء إلى أي مكان آخر إلا أنها لا تجد ملاذاً آمناً في مسقط رأسها تعز ولا عدن حيث تزوجت. ويقول ياسر ( صاحب متجر) إن الوضع مازال يشوبه الغموض ولم يتمكن من فتح متجره حتى اليوم بسبب الخوف من المجهول وإنتشار المسلحين في المدينة. و و صف محمد ( موظف ) الوضع بأنه مرعب مشيراً إلى النقص الشديد في المواد الغذائية داخل العاصمة صنعاء.
شلل ونزوح
أفرزت التطورات الأخيرة حالة شلل تام داخل كل المرافق العامة والخاصة في صنعاء ورغم عودة الحياة إلى بعض أجزاء المدينة الشمالية إلا أن إشتباكات محدودة جرت بالقرب من مقر حزب المؤتمر الشعبي وأمام منزل الرئيس السابق بحي الحصبة، فيما ظلت مظاهر الحركة في جنوب العاصمة مشلولة حتى الآن وخلت الشوارع من المارة والسيارات، وأفادت تقارير إعلامية عن بدء حالة نزوح من بعض السكان إلى القرى المجاورة لصنعاي خوفاً من تجدد الإشتباكات أو تعرض المدينة لفصف جوي مكثف من جانب قوات التحالف بعد إحكام المليشيلت الحوثية سيطرتها عليها بعد التحذير الذي أصدرته هذه القوات لهؤلاء السكان بالإبتعاد عن تجمعات الحوثيين. يذكر أن المعارك الأخيرة التي جرت بين الحوثيين وأنصار صالح أدت إلى مقتل أكثر من 230 شخصاً وإصابة 400 بجروج.