احمد رجب : القاهرة
تُوفي الإعلامي المصري حمدي قنديل، منتصف ليلة اليوم الخميس، عن عمر ناهز الـ82 عاماً بعد صراع مع المرض، عقب مسيرة إعلامية وصحافية رائعة، قدّم خلالها عديداً من البرامج الناجحة على رأسها برنامج “قلم رصاص”.
ولد حمدي قنديل عام 1936 في محافظة المنوفية، وعاش في أسرة مع 5 أشقاء، حيث حقّق تفوقاً دراسياً قبل أن يلتحق بكلية الطب.
تعلّق بالصحافة والإعلام بسبب كثرة قراءة الصحف، حيث أكد في مذكراته قائلاً: “كان أبي يسمح لي، بل يطلب مني أحياناً، قراءة جريدة المصري، وكانت هي الجريدة الوحيدة التي يشتريها كل يوم، قرأت جريدة الاشتراكية في بيت صديق كان والده يشتريها بانتظام”، ليبدأ العمل الصحافي وهو طالب في الجامعة، ليتقلّد منصب مدير تحرير مجلة الجامعة، قبل أن ينضم إلى مجلة “آخر ساعة” بناء على نصيحة من الكاتب الصحافي الكبير مصطفى أمين، الذي أعجب بكتاباته، ليبدأ مسيرته الصحفية براتب شهري 15 جنيها عام 1951، مقابل نشر رسائل القراء، ليترك آخر ساعة للعمل في “مجلة التحرير”، ثم قرر ترك دراسة الطب ليدرس في قسم الصحافة في كلية الآداب.
بعد الشهرة الواسعة التي حظي بها من العمل الصحافي بدأ مسيرة العمل الإعلامي ليقدم مجموعة من البرامج ذات الطابع السياسي منها “أقوال الصحف” و”قلم رصاص” الذي قدّمه على فضائيتي “دبي الإماراتية” و” الليبية الفضائية”، إلى جانب برنامج “رئيس التحرير” على التلفزيون المصري وفضائية “دريم”.
وفي العام 1995، أعلن قنديل زواجه من الفنانة #نجلاء_فتحي، حيث كشف في مذكراته أنها هي من فاجأته بطلب الزواج منه على غير العادات والتقاليد المتعارف عليها في مصر والبلاد العربية، مؤكداً أنه تقابل معها للمرة الأولى أثناء إجراء حوار صحافي معها، لتبدأ حالة من الإعجاب المتبادل انتهت بالزواج.
أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2003، شن هجوماً عنيفاً على صمت الحكومات العربية، ليتم إيقاف برنامجه “رئيس التحرير” على التلفزيون المصري، وهو ما اضطره للسفر إلى الإمارات لتقديم برنامج جديد بعنوان “قلم رصاص” إلا أنه وبعد خمس سنوات تم إيقاف برنامجه أيضاً.
شارك حمدي قنديل في ثورة 25 يناير، حيث كان المتحدث الرسمي للجمعية الوطنية للتغيير، أحد الكيانات التي كانت نواة للثورة.
وفي مايو العام 2013 فاز قنديل بجائزة “شخصية العام الإعلامية” التي تمنحها جائزة الصحافة العربية، كما تقلّد عديداً من المراكز المهمة كرئيس لاتحاد إذاعات الدول العربية، وكمدير للإعلام في منظمة اليونيسكو، قبل أن يدون سيرته الذاتية في كتاب بعنوان “عشت مرتين” الذي صدر بالقاهرة العام 2014.
وفي السنوات الأخيرة اختفى عن الأنظار تماماً بسبب معاناته مع مرض الفشل الكلوي، قبل أن يغيبه الموت مساء أمس الأربعاء، حسبما أعلن شقيقه المحامي عصام قنديل.