دبي : متابعات
تمكنت إنكلترا أخيراً من فك عقدتها الألمانية وبلغت ربع نهائي كأس أوروبا بفوزها على “مانشافت” 2-صفر الثلاثاء 30 حزيران – يونيو 2021 على ملعب “ويمبلي” في لندن أمام قرابة 40 ألف متفرج.
وتلتقي إنكلترا التي حافظت على شباكها نظيفة في مبارياتها الأربع الأولى في بطولة كبرى منذ مونديال 1966 حين توجت باللقب الأول والوحيد له على كافة الأصعدة، في ربع النهائي السبت في روما مع أوكرانيا التي أكملت مغامرتها وأقصت السويد بالفوز عليها 2-1 بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع من الشوط الإضافي الثاني.
صحيح أن الإنكليز توجوا بلقبهم الوحيد على الإطلاق، إن كان قارياً أو عالمياً، بفوزهم في نهائي مونديال 1966 على ألمانيا الغربية على نفس الملعب الذي جمع المنتخبين الثلاثاء، إلا أن “مانشافت” شكل عقدة تاريخية لمنتخب “الأسود الثلاثة” منذ ذلك النهائي المثير للجدل (4-2 بعد التمديد).
وودع الإنكليز نهائيات كأس العالم أعوام 1970 من ربع النهائي و1990 من نصف النهائي و2010 من ثمن النهائي على يد الألمان، كما ودعوا البطولة الأخيرة التي استضافوها على أرضهم عام 1996 في كأس أوروبا من نصف النهائي على يد الغريم التاريخي الذي توج لاحقاً بلقبه الثالث والأخير في البطولة القارية.
“ألاهم هو ألا نتوقف هنا”
ولعب مدرّب إنكلترا الحالي غاريث ساوثغيت دوراً في الخروج المرير لمنتخب بلاده بإهداره ركلة ترجيحية في تلك المباراة قبل 25 عاماً، ما جعل انتصار الثلاثاء ثأراً شخصياً له وذلك بفضل هدفين متأخرين سجلهما رحيم سترلينغ (75) والقائد هاري كاين (86) الذي أكد على طموح بلاده بالقول “لن نتوقف هنا”.
وقال لاعب توتنهام الذي سجل هدفه الأول في البطولة “إنه يوم رائع، مباراة رائعة. أن نسمع (جمهور) ويمبلي بهذه الطريقة، فهذه لحظة لن ننساها جميعنا. كان أداء رائعاً مع شباك نظيفة لمباراة أخرى. إنه بعد ظُهرٍ مثالي. سنستمتع بهذا (الانتصار) لكن نعلم أنه بانتظارنا مباراة أخرى كبرى السبت” في العاصمة الإيطالية روما.
ويبدو طريق إنكلترا ممهداً نحو النهائي الذي يقام في “ويمبلي” أيضاً، لأن بعد ربع النهائي ستواجه في حال فوزها الدنمارك أو تشيكيا.
بالنسبة لكاين “لا يمكن أن تخوض شيئاً أفضل من ذلك. أن تلعب مباراة إقصائية ضد بلد كبير، على أرضك، تحت كل الضغوط، ونجحنا. بالتالي، بإمكاننا أن نفتخر بذلك. الأهم هو ألا نتوقف هنا. لدينا رؤية حول أين نريد الذهاب كفريق، كمجموعة، كطاقم تدريبي، والأمور لم تنته بعد”.
وانتصار الثلاثاء بحضور هذا العدد من الجمهور للمرة الأولى في “ويمبلي” منذ بدء تفشي فيروس كورونا في آذار/مارس 2020، كان الأول لإنكلترا في معقلها على الألمان في آخر ثماني مواجهات بين المنتخبين على هذا الملعب، وتحديداً منذ اللقاء الودي بينهما في آذار/مارس 1975 (2-صفر).
وتخطت إنكلترا بذلك دوراً اقصائياً في البطولة للمرة الثانية فقط منذ ربع نهائي 1996 حين تغلبت على إسبانيا بركلات الترجيح.
نهاية حقبة لوف
وبخروجها من ثمن النهائي، ودعت ألمانيا مدربها منذ 2006 يواكيم لوف الذي كان يخوض البطولة الأخيرة مع المنتخب قبل أن يترك منصبة لهانزي فليك.
وأقر لوف “إنها خبية كبيرة جداً. اللاعبون مستاؤون جداً. الصمت يعم غرفة الملابس. في مباريات من هذا النوع من المهم جداً ترجمة جميع فرص التسجيل، وهذا الأمر لم نفعله، إن كان عبر تيمو فيرنر أو توماس مولر” الذي عاد الى الفريق بعد تعافيه من الإصابة.
وأردف ابن الـ61 عاماً “أنا لا ألوم أحداً… هذه الأمور تحصل. العديد من اللاعبين ما زالوا شباناً والكثير منهم سيصلون الى قمة عطائهم في 2024″، أي موعد النهائيات القارية المقبلة التي تستضيفها ألمانيا.
وبعدما كان صاحب هدفيها الوحيدين في دور المجموعات وبعد فرص قليلة الى حد ما مع أفضلية ميدانية للإنكليز، انتظر منتخب “الأسود الثلاثة” حتى ربع الساعة الأخير ليقول كلمته حين مهد له سترلينغ الطريق بافتتاحه التسجيل بعد لعبة جماعية شارك فيها كاين والبديل جارك غريليش ولوك شو الذي مرر الكرة لجناح مانشستر سيتي الذي تابعها في الشباك (75).
وبات سترلينغ أول لاعب يسجل أهدافه بلاده الثلاث الأولى في نهائيات كأس أوروبا أو كأس العالم منذ غاري لينيكر في مونديال 1986.
وحسمت إنكلترا الأمور نهائياً بتسجيلها الهدف الثاني عبر القائد كاين بكرة رأسية بعدما وصلته الكرة من غريليش إثر خطأ في منتصف المنطقة من الألمان ما سمح لشو في خطفها وبناء هجمة الهدف القاتل.
تأهل تاريخي لأوكرانيا بهدف قاتل
وفي غلاسكو، حققت أوكرانيا الإنجاز وبلغت ربع النهائي بعدما أقصت السويد 2-1 بفضل هدف سجله البديل أرتيم دوبفيك في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للشوط الإضافي الثاني.
واحتكم المنتخبان الى شوطين إضافيين بعد تعادلهما 1-1 في الوقت الأصلي، حيث تقدمت أوكرانيا عبر ألكسندر زينتشينكو (27) وعادل إميل فورسبرغ للسويد (43) التي أكملت اللقاء بعشرة لاعبين بعد طرد ماركوس دانييلسون في الشوط الإضافي الأول.