علي اليامي : القصيم
.. في العادة لايخلو مجلس عضو مجلس الشورى السعودي السابق الدكتور عبد الرحمن بن عبدالله المشيقح في بريدة من الحكايات المدهشة والصدف السعيدة مثلما هو مجلس عامر بالأدب والفكر .. وكم انا سعيد بوجودي المتواصل في حضرة الدكتور المشيقح وزواره من قامات العلم والثقافة..
.. كانت جلسة سمر عادية تتخللها احاديث الذكريات في ليالي الشتاء وكان المجلس يضم الأستاذ عبد اللطيف محمد السليمان المشيقح وهو رجل يحمل في ذاكرته مخزون لا ينضب من الحكايات ولكن ما أدهشنا من حديثه في تلك الليلة أنه كان على ايام طفولته زميلا لولي عهد أبوظبي سمو الشيخ محمد بن زايد .. وهنا توقف جميع المجلس عن الكلام وأنا منهم وطلبنا منه بإلحاح شديد أن يروي علينا تفاصيل هذه المرحلة من حياته .. فمضى يسرد علينا القصة .. وأنا انقلها هنا كما جاءت على لسان الأستاذ عبد اللطيف (كنت على أيام طفولتي الباكرة أقيم بدولة الإمارات في العام ١٩٦٩م ، بمنطقة البارهوس في أبو ظبي وأتلقى تعليمي بمدرسة الكندا الإبتدائية ومن بين زملائي في تلك المرحلة سمو الشيخ محمد بن زايد ) … توقف الرجل لحظة نلتقط أنفاسنا من وقع الصدفة والدهشة ، ثم واصل حديثه الشيق قائلا ( نعم ما زلت أذكر جيدا رفقاء الطفولة بتلك المدرسة ومنهم صالح المريش لبناني الأصل وعلي العجلان ولا أنسى ابدا مدير المدرسة حسن الداعور وصديقي سمو الشيخ محمد بن زايد ) ويستمر الأستاذ عبد اللطيف مسترجعا ذاكرته 🙁 كان الشيخ محمد يحرص جدا على دعوتنا إلى قصر السيف وكنت أشاهد الراحل الحكيم الشيخ زايد آل نهيان في كل زيارة بابتسامته العريضة وفي كل مرة يغمرنا بترحيبه وإنسانيته وكم كنت سعيدا برفقتي للشيخ محمد بن زايد ) .. ولم تقف صداقة وزمالة الأستاذ عبد اللطيف مع الشيخ محمد بن زايد عند هذا الحد بل أمتدت إلى الصف الأول بمدرسة زايد المتوسطة، ويقول أن والده في تلك الفترة قام بٱفتتاح اول معرض سيارات في مدينة أبوظبي ولا ينسى بالدباب المائي الذي يقوده الشيخ محمد بن زايد في حضوره إلى المدرسة. وحين سالت الأستاذ عبد اللطيف عن شخصية محمد بن زايد و المواقف التي مازالت عالقه بذاكرته في تلك الأيام قال : كان يصر علينا بزيارة القصر ويعاملنا كأننا أخوته وليس زملاء دراسة فقط كما إنه كان منذ صغره كريما بلاحدود وكان أنيقا في ملبسه ومحبوبا من جميع زملائه ومتواضعا جدا . وختم الأستاذ عبد اللطيف حديثه وحواجب الدهشة في المجلس لم تنزل أبدا والعيون تراقب كل كلمة منه وقال (إن صلتي بالشيخ محمد بن زايد انقطعت بعد أن تم ابتعاث سموه للدراسة بالخارج ومن يومها اتمنى أن التقي بسموه واستعيد معه تلك الذكريات الجميلة بعد عقود من الزمان ولكنها مازالت عالقة في القلب والوجدان ولاتغادر مخيلتي أبدا)…
.. إلى هنا انتهت رواية الأستاذ عبد اللطيف المشيقح عن صداقته لسمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي ولكن دهشتنا في المجلس لم تنه بعد.
![محمد بن زايد في مجلس (المشيقح)](https://aljuda.com/wp-content/uploads/2019/01/IMG_7859.jpg)