المصدر: الاناضول
يستقبل مسلمو إثيوبيا، اليوم السبت، أوّل أيام شهر رمضان الكريم، وسط أجواء احتفالية وحركة تسوق استثنائية مميّزة في ذلك البلد الإفريقي الذي يبلغ المسلمون ثلث عدد سكانه.
وبحلول الشهر، يستكمل المسلمون جملة الاستعدادات التي سبق وأن بدأت في بعض مناطق البلد الإفريقي قبل أشهر، حيث يقومون بإعداد الأطعمة والمشروبات وجميع المستلزمات في المنازل والأحياء والمساجد.
وتزدان المائدة الإثيوبية بفسيفساء من الأطعمة المحلية والإفريقية والعربية، من العصيدة والكسرة والانجيرا والخبز الإثيوبي، إلى المشروبات المحلية مثل الشعير والحلبة والعسل والشوربة.
كما تحظى الأطباق العربية باهتمام كبير لدى الإثيوبيين، بل تعدّ من أسس مائدة شهر رمضان، مثل الكبسة والمندي والسامبوسة والتمور والفواكه المختلفة.
ويترقب مسلمو إثيوبيا حلول رمضان بشوق كبير، فيقبلون على ابتياع المفارش والسبح والسجادات والجلباب العربي، كما تكتظ الأسواق، وخصوصا سوق “مركاتو” الشهير، بروادها، وتتزين المساجد بالإضاءة والألوان، ويجري تنظيفها وصيانتها.
ففي سوق «المركاتو» التي تعدّ أكبر تجمّع تجاري مفتوح في إثيوبيا وإفريقيا عموما، تتراوح أسعار البلح والعجوة (التمر المعجون) بين 65 و70 وقد تصل إلى 100 بير إثيوبي (من 3-4 دولارات) للكيلوغرام الواحد.
وتعتبر العجوة السعودية والإماراتية والبلح السوداني أكثر أنواع البلح الجاف والرطب المعروضة في سوق “ماركاتوا” الشعبية، فيما تغيب عنه، هذا العام، العجوة الإيرانية.
أما سوق”قيرا”، إحدى الأسواق الشعبية في العاصمة أديس أبابا، فتكتظ بالشعير ودقيق القمح والأرز، استعدادا لشهر رمضان المبارك.
وأجمع الباعة في هذه السوق، ممن التقتهم الأناضول، على أن الشعير والقمح تعدّ من أكثر السلع التي تلاقي إقبالا في رمضان؛ باعتبارها من المكوّنات الأساسية والشعبية لأطباق مسلمي إثيوبيا في رمضان.
وقال جعفر، وهو أحد الباعة بالسوق، إن من أكثر السلع التي يقبل عليها المسلمون في رمضان هي الشعير والقمح إضافة إلى البهارات، مشيرا أن العديد من المتسوقين يرغبون بشراء احتياجات رمضان في الأيام الثلاثة الأولى وفي النصف الثاني منه.
وأضاف أن أسعار الشعير والقمح زادت هذا العام بـ 5 بيرات عن العام الماضي؛ حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من الشعير والقمح إلى 45 بير؛ بينما لم يتجاوز الـ 40 بير العام الماضي.
وتوقع جعفر أن يكسب الكثير من الأموال في رمضان هذا العام.
من جانبه، قال قبري، وهو أيضا أحد الباعة، إن الإقبال كبير على الشعير والقمح والأرز في رمضان مقارنة بالأيام العادية.
وأضاف أن “معظم المتسوقين في رمضان يقبلون على شراء احتياجاتهم في الأيام الأولى من الشهر الكريم”.
كما لفت أنه يعمل في تلك السوق منذ 4 سنوات؛ ما يمكّنه من القول بأن ارتفاع الأسعار يظل غير كبير.
وتعتبر إثيوبيا الواقعة في منطقة القرن الإفريقي، جزءا مهما من العالم الإسلامي، وهي ثاني بقعة في العالم تعرف الإسلام بعد مكة المكرمة، وقبل المدينة المنورة، وهي أرض الهجرة الأولى والثانية التي اتجه إليها صحابة النبي محمد (ص) فراراً من أهل قريش.
ويقدر عدد سكان إثيوبيا بـ 100 مليون نسمة، بينهم 33 مليون مسلم يتوزعون في مختلف الأقاليم، وبصورة أكبر في إقليم أوروميا، والصومالي الإثيوبي، والعفر، وفق بيانات المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية في إثيوبيا.
فيما يقدر المسيحيون بنحو 60%؛ بينما لا يتعدّى أتباع الديانة الوثنية الـ 1%، وفق البيانات الرسمية.