بقلم :علي اليامي
…و تبقى الذاكرة عامرة بكل ما هو جميل ونبيل .. رجال كانوا وما زالوا رموزاً للعطاء والسخاء و صدق الانتماء .. هم مثل الغيث حيثما وقع نفع ، وهنا أخص بالذكر صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز ..
هذا الأمير وجد نفسه في قلوب الناس .. مشعل بن عبد الله ليس مجرد أمير شغل المناصب فكان خيار من خيار بل هو شخصية متفردة في كل شيئ ، و في استرجاعي للذاكرة احترت كثيراً من أين أبدأ حديثي عن هذا الرجل القامة ! وكيف أحصر أفضاله وأعدد كريم أعماله .. بالفعل هي مهمة صعبة حين يكون المعني هو مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز .. ولكن ذاكرتي المتواضعة مازالت تختزن مشاهد ومواقف تستحيل على سلطان النسيان وكلما استرجعتها زاد حبي وتقديري لهذه الرجل الأنموذج ….
طافت بي هذه الذكرى الجميلة وأنا أقلب صفحات مجلة ( أخدود نجران ) فلمحت عيناي صوراً للأمير مشعل فيها و أستدعيت أول لقاء لي بسموه عقب صدور أمر الراحل المقيم المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز أميراً على نجران وتداعت صور الذكريات بعدها منسابة وأول لقائي به بقصره العامر في العاصمة الرياض … تذكرت حرصه على العمل الوطني والإنساني وكيف كان يدخل السعادة لكل بيت في نجران ويتفقد أهلها بالسؤال متواضعاً ومشاركاً ومهتماً بالتفاصيل ، واستدعيت الصور النادرة ومشعل بن عبد الله يفجر الطاقات في نجران ( عروس ) الجنوب وهو يزينها بالفرح وكل ألوان البهجة والحضور الجميل ..
إنه مشعل بن عبد الله لا غيره من أطلق بشريات التنمية في كل نجران وقفز بها درجات بعيده في ساحات النهضة والحضارة والارتقاء فكان علامة فارقة على مستوى العمل الوطني المخلص والفعل الإنساني الحاضر دوماً بين الناس في أفراحهم وأتراحهم كواحد منهم وليس أميراً عليهم وما زالت كلماته مخزنة في ذاكرتي حين كان يتحدث إبان عزاء الشيخ عبد الله المكرمي بكلمات كلها توقير سكنت وجدان الجميع ، وهذا ليس بنهج مستغرب أو سلوك غريب على أمير ابن ملك وحفيد مؤسس فهو خيار من خيار ، وهم هبة الله تعالى إلى هذا البلد المبارك الآمن و خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تاج فوق الجميع ملك حزم وعزم من شجرة أصلها طيب وثمرها يانع وخيرها غير ممنون .
امير العطاء والتنمية الأمير المتواضع الذي أحبه كل من عرفه لبساطته وحبه لعمل الخير ونثره حيثما حل فلك تحية تقدير وعرفان أينما كنت وحيثما تكون …