علي اليامي
.. الحديث عن صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز ذو شجون، وكلما طرقت باباً من أبوابه تفتحت أمامك مداخل أخرى تقودك إلى مسارات مختلفة في حياة هذا الرجل. في هذه العجالة لن أتحدث عن كرم مشعل، وتواضعه، وقدراته الإدارية فكل هذه الأشياء أصبحت معروفة بالضرورة لكل من خبر الرجل عن قرب، وصارت جزء لا يتجزأ من شخصيته العامة والخاصة . ما أود أن أتوقف عنده هنا هو جانب الإنسان المثقف والمحب للمعرفة والعلم، وما دعاني لهذا المقال استوقفني وأنا أتصفح أرشيفي الخاص .. مقال سطره قلم الكاتب الرائع الدكتور علي الموسى بصحيفة (الوطن) بعد صدور الأمر الملكي سابقا بتعيين الامير مشعل أميراً على منطقة نجران، كشف فيه الموسى عن جوانب مشرقة في شخصية الأمير مشعل تستحق التوقف عندها وتوثيقها. يصف الدكتور الموسى في مقاله الأمير مشعل بالشخصية المتحضرة و أن سموه لا يهتم كثيراً بالبروتوكولات، والجوانب الرسمية وحياته كتاب مفتوح يستطيع كل انسان أن يتصفحه ويعرف ما بداخله، ويشير إلى أن الامير مشعل أيام طلبه للعلم خارج المملكة كان يتعامل بكل تلقائية مع زملائه ومحيطه، ويقف معهم في الصف لشراء احتياجاته؛ إلا أن أكثر ما لفت نظر الدكتور الموسى أن الأمير مشعل كان محباً للمعرفة، والثقافة، والكتاب، وأنه قارئ من الدرجة الأولى في كل المجالات خاصة الثقافية منها، ولعل هذا ما يفسر اهتمامه الواضح بالأدباء، والمفكرين، والمبدعين على أيام تقلده إمارة نجران ولازلت أذكر توجيهاته المستمرة لرئيس جمعية الثقافة والفنون في نجران حينها الأستاذ محمد آل مردف بضرورة تهيئة الأجواء المناسبة للمبدعين، الاهتمام بالمثقفين، وتكريم المتميزين منهم، وقد كانت أعمال الجمعية تحتل حيزاً كبيراً من تفكير سموه لذلك شكلت حضوراً زاهياً في كل المناسباب بالمنطقة لاسيما في ذكرى اليوم الوطني للمملكة.. وأنا شخصياً لا أنس مدى اهتمام الأمير مشعل لجميع الفعاليات، والمؤتمرات، والمنتديات الثقافية، والعلمية، والأدبية التي يتم تنظيمها بالمنطقة، وكان دعمه لهذه الفعاليات لا يحده سقف. والشاهد على تعلق الأمير بالثقافة، والمعرفة عموماً مكتبته العامرة وما تحتويه هذه المكتبة من الكتب، والمخطوطات ، والصور النادرة ..
… نعم إن الحديث عن مشعل المثقف يحتاج إلى مساحات أوسع، وجهداً أكبر لأن الرجل موسوعة معرفية شاملة لا يمكن اختصارها في مقال واحد أو الإلمام بها ضمن ملاحظات عابرة .. مشعل بن عبد الله هو أمير وابن ملك، وحفيد مؤسس ومع ذلك اقترن اسمه دائماً بالعلم، والكتاب، والمعرفة، وقبل هذا وذاك كان ومازال وطنياً بدرجة الامتياز يعشق قيادته الرشيدة، ويذوب حباً في تراب هذا الوطن… وهذه مجرد قطرات من بحر مشعل الفياض بالحب، والإنسانية، ونكران الذات من أجل الآخرين.