علي اليامي
… بالأمس السبت تداعت ألوان الفرح وتراقصت أهازيج الأمل وسط ساحات الطرب لتعلن إنطلاق عرس الوطن الكبير إحتفالاً وإحتفاء بذكرى اليوم الوطني السابع والثمانين لميلاد المملكة العربية السعودية الدولة والأمة.. بالأمس تعانقت القلوب صدقاً وحقاً ، وتشابكت الأيادي حباً وهياماً لترسم على قارعة الزمان والمكان لوحة الحب الكبير لوطن عزيز وتراب طاهر.. وتجلت روعة المشهد بكلمات صادقات نبعت من لدن قائد المسيرة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وهو يهئي شعبه الذي يبادله الحب كله حين قال ( كل عام وأنتم بخير وعزة ومجد .. ستبقى المملكة حصناً قوياً لكل محب للخير ومحب لدينه و وطنه) فشقت كلماته الأسافير وتبادلتها القلوب .. نعم إنه العشق السرمدي لوطن أرتبطنا بعشقه حتى الجنون، فتعطلت لغة الكلام وتسامت المشاعر في مناجاة المحبوب.
… ومن بين هذا الزخم الموشي بالجمال المخملي تنساب صور حثيثة مطرزة بلون المجد و معتقة بطعم الشموخ تطل ذكريات باقيات عشتها في ذات المواعيد السعيدة بمدينتي الحبيبة (نجران) وحينها كان سمو الأمير مشعل بن عبد الله ذاك الفارس السعودي المسربل بعشق الوطن ينشر أبسطة البهجة في الشوارع والساحات و داخل كل البيوت متى أهل فجر يوم الوطن .. لا أنسى أبداً كيف أن مشعل الأمير كان يفتح أبواب السعادة على مصارعها في كل مكان في يوم الوطن الكبير.. نعم لا أنسى مظاهر البهجة والسرور التي تكتسيها ملامح المدينة وتنطق بها الوجوه .. والجميع حضور عند الموعد .. الفنانون والمشاهير والمواطنون وكل الأحياء والأشياء حتى أصبحت إحتفالات نجران بهذه المناسبة عرساً وطنياً استثنائياً تتناقله قنوات التلفزة، ويتبادل مقاطعة الزاهية الناس عبر الوسائط في جميع المناطق وهي تظهر الأمير مشعل بن عبد الله يشارك الجميع فرحتهم بهذه المناسبة المحبوبة . أكتب هذه الكلمات الخجولة من وحي (تغريدات ) طالعتها بالأمس مثل غيري عبر فيها أصحابها عن مشاعرهم الصادقة تجاه مشعل الإنسان ونقلتها لسموه تعبيراً و وفاء عن تلك الأيام الجميلة حين كان أميراً على نجران، وكان رد الرجل كعهدي به بسيطاً متواضعاً على هذا النحو التلقائي : ( النجاح موب مني أنا بس.. أهل نجران هم كانوا السبب في ذاك النجاح).. فما أجملك أيها الأمير وأنت ترد الفضل للأخرين رغم أنك كنت ولا زلت أهل الفضل وموضع الكرم. نعم نكهة الاحتفالات الخاصة التي عرفت بها نجران في عهد مشعل بن عبد الله لم تكن وليدة صدفة أو خبط عشواء بل كانت نهجاً مرسوماً بدقة وحالة من التعبير الصادق يترجمها مشعل الأمير على الواقع سعادة وبشراً لا يعرف الحدود، ويتابع تفاصيلها مهما كانت صغيرة حتى تكتمل الصورة في أبهى معانيها متى حلت هذه الذكرى الوطنية. ولا يحق لي أن أنسى أو أتناسى حين كلفت برئاسة اللجنة الإعلامية في أول إحتفالية باليوم الوطني للأمير مشعل بنجران وأذكر أني هاتفته بحضور وفد من منطقة القصيم يضم عدداً من رجال الأعمال والأكاديميين والمهتمين بالتراث من بينهم الدكتور عبد الرحمن المشيقح والأديب المؤلف أحمد المنصور فكان الأمير مشعل مثالاً في الترحاب والحفاوة بهذا الوفد رغم مشغولياته الكبيرة في مثل هذه المناسبات الوطنية حيث أنه يقف على كل شاردة و واردة ولا يترك شيئاً للصدفة أبداً حتى يطمئن على أن كل شيئ في موضعه ولا مجال للمفآجات لديه.
… ورغم أن الأمير مشعل بن عبد الله غادر موقعه في إمارة نجران قبل سنوات إلا أنه مازال يحمل الود والمحبة لكل أهل المنطقة ولا يتردد في مشاركتهم الأفراح والأتراح ولعل دعمه الأخير لنادي نجران بمبلغ مليون ريال هو بعض من هذا الوفاء المتواصل، ونجران تبادله الحب بالحب والوفاء بالوفاء كعادتها مع كل الذين حملوها في قلوبهم و حفظوها في وجدانهم. وعلى ذات الطريق يتواصل المشوار اليوم في عهد الأمير جلوي بن عبد العزيز ونائبه الأمير تركي بن هذلول ويستمر الفرح والعشق المتبادل، ولكني أردت بهذه الكلمات المتواضعة أن أرد بعضاً من الدين الذي أثقل به كاهلنا مشعل بن عبد الله ونحن نعيش ذكرى يوم توحيد هذه البلاد على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ونتفيأ عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.. فلك منا التحية مشعل بن عبد الله في هذه الذكرى العطرة وستظل نجران بأهلها وسهولها وجبالها موضع عز وإفتخار بك أينما كنت وحيثما رحلت لأنك بصمة يستحيل طمسها في مسيرة هذه المنطقة الصامدة الأبية.