علي اليامي
… الأصل الطيب يبقى طيباً .. والذهب لا يصدأ أبداً .. وعلى قدر أهل الكرم تأتي المكارم .. الوفاء والإخلاص وحب العطاء صفات ما اجتمعت في رجل إلا أحبه الناس وفتحوا له قلوبهم وعقولهم ليدخلها دون استئذان، وزارع الخير لن يجن إلا خيراً، وصانع المعروف يحصد الشكر والثناء والعرفان … مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز هو واحد من الذين تنطبق عليهم هذه الأوصاف ولن أضيف شيئاً لسموه حتى لو مكثت دهراً اتحدث عن جوانب الخير في شخصيته لأن مثله لا يُستغرب منه الخير ويكفيه عزاً وشرفاً أنه حفيد المؤسس الملك عبد العزيز – رحمه الله – و نجل الراحل المقيم ملك الإنسانية عبد الله بن عبد العزيز – له الرحمة – وهو سليل شجرة طيبة مباركة فروعها تأتي ثمارها أينما وجدت .. ولن أبالغ في الوصف لو قلت أن مشعل بن عبد الله أصل لا تتوفر منه صورة أخرى ..
… حين تريد الحديث عن أمثال الأمير مشعل تسيطر عليك الحيرة من أين تبدأ وإلى أين ستنتهي! ولكن يكفي أن نقول إن الرجل وفي ومخلص و كريم وقبل كل هذا وذاك وطني من الدرجةَّ الأولى وتشهد له كل المواقع التي شغلها داخل المملكة وخارجها أنه كان مسؤول وإداري من طراز رفيع أينما وضعته القيادة الحكيمة كان عند حسن ظنها بسموه ابتداءً من وزارة الخارجية ومروراً بإمارة نجران وانتهاءً بإمارة مكة على التوالي، وفي جميع هذه المناصب اثبت جدارة وكفاءة منقطعة النظير.
… إن حديثي عن الأمير مشعل لن يضيف لسموه شيئاً ولو دونت آلاف الصفحات في تواضعه، ونبله ، وكرمه، وجميل صفاته وعظيم أعماله فإني قطعاً لن أوفيه إلا نذر قليل من رصيده الهائل في العطاء والإنجاز والإنسانية.
… أنا شخصياً وأهل نجران بصفة عامة شهادتنا مجروحة في حق هذا الرجل لأننا عرفناه عن قرب ولمسنا فيه الصدق والاخاء والمروءة والوفاء وكل رجل تجتمع فيه هذه الصفات النبيلة بالتأكيد لا يحتاج إلى إذن ليدخل قلوب الناس .. أما نجران عند سموه فهي المعشوقة التي تسكن الوجدان، وتمتلك مساحات القلب، ولا تقف المسافات حائلاً دون التواصل معها أو يستطيع الزمان أن يغير شيئاً من مسارات هذا العشق الأبدي لها .. لم يكن مشعل بن عبد الله مجرد أمير على نجران وحسب، بل كان أخاً وصديقاً ورفيقاً للجميع، وتعلق سموه بسهول نجران الفسيحة، ورمالها الساحرة ، وجبالها الشاهقة وتاريخها العريق واسرته بساطة أهلها وطيبة قلوبهم ونقاء سرائرهم وحبهم للوطن والقيادة فحمل مشعل نجران معه أينما رحل وأقام .. نجران ظلت ومازالت حاضرة في جداريات مجلسه بقصره العامر، وفي تحزمه بالجنبية خلال مناسبات عديده بل هي حاضرة في ذكرياته واحاديثه وقبل هذا وذاك فإن إنجازات سموه في نجران مازالت تقف شاهداً على تميزه الإداري وحبه للتطوير في كل المجالات..
… ولأن حب نجران ظل ومازال مسيطراً على الأمير مشعل فإن وفائه لأهلها لم يتوقف يوماً، وعطاءه لها يتواصل في جميع الأوقات و تحت كل الظروف وبالأمس القريب وفي مبادرة كريمة تبرع سموه بمبلغ 500 ألف ريال لصالح كرسي خاص بالأمراض المستوطنة في جامعة نجران يحمل اسم سموه : ( كرسي صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في مجال الأمراض المستوطنة بمنطقة نجران) .. نعم هذا هو الأمير مشعل بن عبد الله الذي عرفناه ونعرفه يده دائماً سباقة إلى الخير ودعمه يتدفق بغير حساب إلى كل عمل ينفع الناس في نجران وغيرها من المناطق ..
.. نحن في نجران لنا عظيم الشرف أن صاحب السمو الملكي مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود كان يوماً أميراً على منطقتنا ويكتمل اعتزازنا أن هذا الأمير الإنسان مازال حيا داخل قلوب اهالي نجران ونحن نستظل تحت رعاية واهتمام ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – أدام الله عزه وسمو ولي عهده الامين – شكراً جزيلاً مشعل بن عبد الله أيها الأمير العاشق لنجران.
