بقلم : علي فاي:افريقي من دولة غامبيا ضمن طلاب المنح يدرس اللغة العربية في جامعة القصيم
*_وفي مستهل العام ٢٠٢١م حين بدأ وباء كورونا في الزوال جاءنا خطاب من الجامعة للعودة إلى المملكة العربية السعودية للاستئناف الدراسة بعدما انقطعنا عنها فصلا دراسيا كاملا بسبب الوباء، وطلبت الجامعة أن تشتري كل طالب تذكرة عودته وتلك عادة لم نألفها من قبل في نظام الجامعات السعودية وإنما المألوف والمعتاد أن الجامعة تشتري تذاكر الذهاب والعودة لطلابها حين توشك عطلات الصيف وظلت أمر التذكرة عالقة في ذهني من يوم أطلقت ففكرت وقدّرت ودبّرت وطلبت العون والمساعدة من الميسورين من أسرتنا فاعتذر كلٌ منهم وجعل كورونا سدا منيعا له فصرت أقرع أبواب الحكومة طالبا منهم العون والمساعدة فقالت لي المسؤولون من وزارة التعليم العالي الغامبي إن التذاكر في هذه الآونة ارتفعت أسعارها بسبب الوباء ولن نساعدك باشتراء التذكرة كاملة ولكن نقدم لك جزءا من المال وتحاول إتمامه بذلك إن وجدت المساعدة من جهة أخرى، تلك عادات الحكومات في إفريقيا لا تمد يد العون والمساعدة إلى أبناءها إذا جاءت إليهم حاجة ملحة وخاصة إن كانت تلك المساعدة تخص دارسي العربية في البلاد، وما تيقنت بعدها أنني سأجد المساعدة من أحد حتى فوجئت من كلام محادثتي مع نجم من نجوم بريدة وهو عبد الرحمن المشيقح وما كنت أعرف هذا الرجل من قبل وما التقيت معه قط وإنما قرأت له من قبل وازداد إعجابي به لما قرأت في الشبكة العنكبوتية يوما أن في القصيم من ألف المعجم في العلوم الزراعة والبيئة وسماه بنفسه (معجم المشيقح) وكنت قد كتبت إليه يوما بالمساعدة في أمر المسجد الجامع في قريتنا إن استطاع هو أن يساعدنا به أو يتوسط بيننا وبين المتبرعين في المملكة العربية السعودية فمن خلال مخاطبتنا تلك قلت له أتأهب بالعودة إلى القصيم في هذا الفصل الدراسي الثاني لكنني الآن أسعى لأمر التذكرة فإن تيسرت عدت إلى القصيم وخصّصت يوما لزيارتك فسألني عاجلا. كم ثمن التذكرة؟ فقلت له المبلغ بالدولار ألف وأربعمائة دولارا فقال لي وأنا سأقدم لك هذا المبلغ بعد عودتك للمملكة العربية السعودية، فقلت في نفسي إن أمر التذكرة مازال مستعصى عليه ولم لا يرسله في حسابي الراجحي إن اقترحت عليه ذلك؛ فاقترحت عليه فقبل وأرسل لي ألف وأربعمائة ريال سعودي ولم يبلغ المبلغ المقصد بالدولار لكن قبلته بصدر رحب وشكرت الله عزوجل ثم بعدما سحبت المبلغ اتجهت إلى التعليم العالي في حكومتنا وأخبرتهم بأنني تحصلت مبلغا وأريد الآن مساعدتهم بما يتممه فرحبوا بي وأخذوا ماعندي من المبلغ الذي أخذته من الدكتور المشيقح وزادوا عليه شيئا وذهبوا معي لاشتراء التذكرة فلم يريدوا أن يشتروا لي التذكرة من غامبيا إلى القصيم حيث مقر الجامعة بل قالوا إنهم يستطيعون اشتراء ما يبلغنا إلى جدة ثم أحاول الباقي بنفسي. يا ترى انظروا وتأملوا خيانات الحكومات الإفريقية حذو أبناءها تروا إن إفريقيا ستظل متخلفة إذا لم يقدم أرباب المناصب ورجال السياسة مصالح العامة على مصالحهم الخاصة ولربما أخذوا المبلغ كاملا من صندوق الحكومة بأنهم سيشترون لي التذكرة وكتبوا تقريرا حولها ثم اضطجعوا على باقي المبلغ والعلم عند الله. وقد اشتروا لي التذكرة وفي اليل من يوم الخميس الرابعة عشر من شهر يناير أقلعت الطائرةوفي مستهل العام ٢٠٢١م حين بدأ وباء كورونا في الزوال جاءنا خطاب من الجامعة للعودة إلى المملكة العربية السعودية للاستئناف الدراسة بعدما انقطعنا عنها فصلا دراسيا كاملا بسبب الوباء، وطلبت الجامعة أن تشتري كل طالب تذكرة عودته وتلك عادة لم نألفها من قبل في نظام الجامعات السعودية وإنما المألوف والمعتاد أن الجامعة تشتري تذاكر الذهاب والعودة لطلابها حين توشك عطلات الصيف وظلت أمر التذكرة عالقة في ذهني من يوم أطلقت ففكرت وقدّرت ودبّرت وطلبت العون والمساعدة من الميسورين من أسرتنا فاعتذر كلٌ منهم وجعل كورونا سدا منيعا له فصرت أقرع أبواب الحكومة طالبا منهم العون والمساعدة فقالت لي المسؤولون من وزارة التعليم العالي الغامبي إن التذاكر في هذه الآونة ارتفعت أسعارها بسبب الوباء ولن نساعدك باشتراء التذكرة كاملة ولكن نقدم لك جزءا من المال وتحاول إتمامه بذلك إن وجدت المساعدة من جهة أخرى، تلك عادات الحكومات في إفريقيا لا تمد يد العون والمساعدة إلى أبناءها إذا جاءت إليهم حاجة ملحة وخاصة إن كانت تلك المساعدة تخص دارسي العربية في البلاد، وما تيقنت بعدها أنني سأجد المساعدة من أحد حتى فوجئت من خلال محادثتي مع نجم من نجوم بريدة وهو عبد الرحمن المشيقح وما كنت أعرف هذا الرجل من قبل وما التقيت معه قط وإنما قرأت له من قبل وازداد إعجابي به لما قرأت في الشبكة العنكبوتية يوما أن في القصيم من ألف المعجم في العلوم الزراعة والبيئة وسماه بنفسه (معجم المشيقح) وكنت قد كتبت إليه يوما بالمساعدة في أمر المسجد الجامع في قريتنا إن استطاع هو أن يساعدنا به أو يتوسط بيننا وبين المتبرعين في المملكة العربية السعودية فمن خلال مخاطبتنا تلك قلت له أتأهب بالعودة إلى القصيم في هذا الفصل الدراسي الثاني لكنني الآن أسعى لأمر التذكرة فإن تيسرت عدت إلى القصيم وخصّصت يوما لزيارتك فسألني عاجلا. كم ثمن التذكرة؟ فقلت له المبلغ بالدولار ألف وأربعمائة دولارا فقال لي وأنا سأقدم لك هذا المبلغ بعد عودتك للمملكة العربية السعودية، فقلت في نفسي إن أمر التذكرة مازال مستعصى عليه ولم لا يرسله في حسابي الراجحي إن اقترحت عليه ذلك؛ فاقترحت عليه فقبل وأرسل لي ألف وأربعمائة ريال سعودي ولم يبلغ المبلغ المقصد بالدولار لكن قبلته بصدر رحب وشكرت الله عزوجل ثم بعدما سحبت المبلغ اتجهت إلى التعليم العالي في حكومتنا وأخبرتهم بأنني تحصلت مبلغا وأريد الآن مساعدتهم بما يتممه فرحبوا بي وأخذوا ماعندي من المبلغ الذي أخذته من الدكتور المشيقح وزادوا عليه شيئا وذهبوا معي لاشتراء التذكرة فلم يريدوا أن يشتروا لي التذكرة من غامبيا إلى القصيم حيث مقر الجامعة بل قالوا إنهم يستطيعون اشتراء ما يبلغنا إلى جدة ثم أحاول الباقي بنفسي. يا ترى انظروا وتأملوا خيانات الحكومات الإفريقية حذو أبناءها تروا إن إفريقيا ستظل متخلفة إذا لم يقدم أرباب المناصب ورجال السياسة مصالح العامة على مصالحهم الخاصة ولربما أخذوا المبلغ كاملا من صندوق الحكومة بأنهم سيشترون لي التذكرة وكتبوا تقريرا حولها ثم اضطجعوا على باقي المبلغ والعلم عند الله. وقد اشتروا لي التذكرة وفي ليلة الخميس الموافق ب ١٤ من شهر يناير أقلعت الطائرة من بانجول إلى جدا ولم تبق في جيبي سوى عشرين دولار فكنت أفكر كيف سأصل إلى الخميس مع أن المواصلة من مطار جدة إلى سابتكو تستهلك المبلغ الذي عندي فما إن وصلت إلى إثيوبيا أرسلت رسالة أخرى إلى الشيخ عبد الرحمن المشيقح حكاية عن أمري ففاجأني بألف ريال ودفعت منه المواصلة إلى القصيم وما زلت معتمدا على ذلك المبلغ في الكلية لأيام لأن المكافأة لم تنزل في ذلك الشهر.وقد زرته في داره ببريدة فأهداني كتابين من كتبه أولهما( عقود في حوار) وهو عبارة عن سيرته الذاتية وثانيهما (سطور في التنمية) فقرأت الكتاب الأول فأدركت من خلاله أن الشيخ حفظه الله من الشخصيات المرموقين في المملكة العربية السعودية وقد كان عضوا في مجلس الشورى السعودي. وأما أسلوبه في الكتابة فهو مثل أسلوب الجاحظ ألا وهو الاسترسال….* ……._