المصدر : الأناضول
في مصر، سواء كنت مستلقيا على أريكة بمنزلك، أو تدخن النرجيلة بأحد المقاهي، أو زائرا للمعالم السياحية، أو ذاهبا إلى صالون حلاقة، أو محتفيا بشهر رمضان المعظم، فأنت على موعد خاص من نوعه مع نجم الكرة المصرية وليفربول الإنجليزي محمد صلاح.
وبخلاف ما يقدمه من مستوى متصاعد بالساحرة المستديرة، صعدت أسهم “صلاح” في بورصة المصريين، منذ ليلة لن تنساها البلاد، مساء 8 أكتوبر / تشرين الأول الماضي، إثر إحرازه هدف الصعود لمونديال كأس العالم لكرة القدم المقبل في روسيا بعد غياب 28 عاما، في مرمى الكونغو في المباراة التي انتهت لمصلحة الفراعنة بهدفين مقابل هدف في تصفيات إفريقيا المؤهلة للحدث الأبرز في عالم الكرة المستديرة.
ومن رسم صور “أبو صلاح” كما يحب أن يلقبه المصريون، على الرؤوس وثمار الفاكهة، وطباعتها على الملابس والمفروشات، وفوانيس رمضان، استحوذ صلاح على عقول وقلوب ملايين المصريين، وفق تصريحات صُناع للأناضول، ورصد لمراسلها.
ولانتشار صلاح غير المسبوق بمصر، مظاهر عديدة ترصد الأناضول 8 منها على النحو الآتي:
1- ** مفروشات “الهداف”
وبشعار “أبو صلاح عندنا.. ومحدش قدنا (لا يوجد من هو مثلنا)”، طرحت إحدى شركات مفروشات خاصة بمصر “لحاف (غطاء سرير) صلاح”، عبر صفحتها بموقع “فيسبوك” وسط تفاعل مئات المتابعين، الذين سألوا عن ميزات ذلك المنتج لطلبه لاحقا.
ويقول مسؤول مبيعات بالشركة مفضلا عدم ذكر اسمه لكونه غير مخول له التصريح للإعلام، إن “الشركة سوقت إلكترونيا للحاف محمد صلاح، الذي وضعت عليه صورته، وشاركت في صناعته أيادٍ مصرية، قبيل طرحه فعليا للبيع للجمهور، ولاقى رواجا كبيرا، ما دفعنا إلى التفكير في صناعة مراتب (فرشات) عليها صورة صلاح”.
وطرحت الشركة “لحاف صلاح” في الأسواق المحلية بسعر 500 جنيه (نحو 28 دولارا)” بحسب المصدر، وهو سعر يعد مرتفعا مقارنة بمثله من المنتجات في مصر.
2 – ** حلاقة “صلاح”
للشعر نصيب أيضا من عشق “صلاح”، فبات من المعتاد أن ترى شبابا في شوارع مصر مصففين شعرهم من الخلف من خلال رسم وجه صلاح.
وحول هذه الظاهرة، يقول أحمد صبحي مصفف شعر مصري يقوم بهذه القصة عبر مختصين بمنطقة فيصل (غرب القاهرة)، صلاح بات ظاهرة، ومحبوبا للشباب.
وفي تصريحات اعلاميه يضيف صبحي، “تستغرق قصة الشعر تلك نحو ساعتين، وتستخدم فيها أدوات خاصة من المتعارف عليها لدى صالونات الحلاقة المحلية، وتتجاوز تكلفتها 200 جنيه (نحو 11 دولارا)”.
3 – ** فاكهة “مو”
في الأسبوع الماضي، شهد مهرجان دولي للطهي أقيم بمدينة شرم الشيخ (شمال شرق)، ابتكار الشيف المصري حمادة هاشم، على هامش مسابقة للنحت على الفاكهة بالمهرجان، صورة مميزة لـ “صلاح”.
يقول الطاهي هاشم (26 عاما)، إنه “يعتبر صلاح رمزا، وحبه له لا يعود لكونه لاعبا مميزا، بل لاجتهاده في مجاله ووصوله للعالمية”.
وأوضح هاشم أن تجربة نحت صورة صلاح على “البطيخ” في نحو ساعة بسكين مخصص لذلك، كانت الأولى له، وقدمها تكريما للاعب الدولي وليس كمشارك في منافسة.
ولوحة صلاح على فاكهة البطيخ، وفق الشيف المصري، حظيت بانتباه واستحسان السائحين ولجنة التحكيم، والوفود المشاركة المنافسة في ذات المسابقة.
4- ** باب رزق للمقاهي
يكفي أن يعلن صاحب مقهي بمصر أنه سيبث عبر شاشاته مباراة لـ “صلاح” عادة ما تعرض على قناة مشفرة، ليتيقن أنه بنهاية يوم سيزداد رزقه، إذ يتوافد مصريون بأعداد كبيرة على المقاهي للمتابعة.
وتمتلئ تلك المقاهي، وفق مشاهدات خاصة، في مباريات صلاح، كان آخرها ليلة الثلاثاء الماضي، حين امتلأت مقاهي العاصمة عن آخرها، لمتابعة مباراة ليفربول وروما الإيطالي في نصف نهائي دوري الأبطال الأوروبي.
ذات المقاهي الممتلئة بدت خاوية في ربع الساعة الأخير من المباراة وتحديدا حين أخرج الألماني يورجن كلوب مدرب “الريدز” صلاح واستبدله بلاعب آخر، ليخلق حالة غضب لدى الجماهير المتابعة، وانصرافا لها عن استكمال متابعة المباراة.
ذلك المشهد عزاه محمد الصعيدي العامل بأحد مقاهي القاهرة ، إلى حب الجماهير الجارف لصلاح ابن بلدهم، مشيرا إلى أن “مباريات ليفربول، خاصة مع مشاركة صلاح، باتت أحد مصادر زيادة الزبائن والدخل للمقهى”.
5- ** أغان وابتهالات
ومن لندن إلى القاهرة، تطور الاحتفاء بـ “الملك مو” من الهتاف باسمه في المدرجات من مشجعي ليفربول الإنجليزي إلى تأليف أغان له.
وغنى المطرب المصري المعروف هشام عباس لـ “صلاح”: أغنية انتشرت بشكل كبير من كلماتها “مصري ياعم بكل فخر م بلادنا .. م (من) حقنا نفرح ونتباهى بولدنا .. ف (في) كل حته (مكان) وراه (معه) بقلبنا وروحنا وكل ما ينجح نحس (نستشعر) أنه نجاحنا”.
ولم تبتعد الابتهالات عن تمجيد صلاح، فتقول إحداها المتداولة بمنصات التواصل: “مصر الحصينة فضلها أغناني (..) بمحمد ابن صلاح الفنان، النجم طل على الكنانة نوره فتزينت بالكأس والتيجان”.
6- ** فانوس “أبو مكة”
كما ظهرت فوانيس “صلاح” محلية وصينية الصنع بأشكال عدة، وقال علاء عادل سكرتير شعبة الأدوات المكتبية والهدايا والخردوات بغرفة القاهرة التجارية (مستقلة تشرف عليها وزارة التجارة والصناعة)، في تصريحات سابقة للأناضول، إن “الإقبال على شراء فانوس صلاح فاق التوقعات”.
وأضاف “بسبب هذا، رفع المستوردون سعره من 90 جنيها (6 دولارات) إلى 150 جنيها (9 دولارات) في تعاملات الجملة، في حين يصل إلى المستهلك بـ 200 جنيه وأحيانا يزيد”.
7- ** وجه إعلاني
يظهر صلاح في عدد من الحملات الإعلانية الناجحة التي تبث يوميا على شاشات التلفاز وعبر لوحات الطرق السريعة بالقاهرة ومحافظات مصرية، متعلقة بإعلانات إحدى شركات الاتصال، وأخرى للمشروبات الغازية.
8- ** أبو الهول “النجم”
ووصل تمجيد صلاح ذروته ونعته بصفات الفراعنة، مؤخرا، عبر استخدام محبين له برامج مونتاج خاصة، صورته على هيئة الفراعنة، منها ما أظهره هرما رابعا، ومنها على هيئة تمثال “أبو الهول”، الذي يبدو حارسا لأهرامات الجيزة الثلاثة (غرب العاصمة، وأحد عجائب الدنيا السبع القديمة).
وصلاح ولد عام 1992 في قرية نجريج بمحافظة الغربية، وبدأ مسيرته الكروية في الـ 16 من عمره بنادي “المقاولون العرب” (ناد محلي بالقاهرة).
وبدأ مشواره الاحترافي في الـ 20 من عمره بنادي بازل السويسري، والذي انطلق منه إلى تشيلسي الإنجليزي، ثم فيورنتينا وروما الإيطاليين، وأخيرا ليفربول الإنجليزي، الذي يقدم معه مستويات وعروضا مبهرة أهلته لحصد جوائز عدة، أبرزها أفضل لاعب إفريقي، وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي عن موسم 2017 ـ 2018.