الجودة:التحرير
تعتبر سينما الطفل واحدة من أهم أدوات العمل الإبداعي القادرة على نشر القيم التربوية والأخلاقية وسط هذه الشريحة الحساسة في كل المجتمعات الإنسانية ومن هنا جاء حرص كثير من المنتجين والمخرجين السنمائيين على مخاطبة الأطفال عبر الفن السابع موظفين في ذلك الإمكانيات التقنية والإبداعية الهائلة التي وصل إليها هذا الفن ومع ذلك ظل هذا التناول الفني محدوداً في كثير من البلدان وخاصة العربية منها الأمر الذي يطرح عدداً من الأسئلة حول الأسباب التي تقف وراء هذا الحضور الخجول لسينما الأطفال في البلدان العربية.
قراءة المشهد
تقول الإحصاءات أن الأطفال يمثلون 60% من سكان بلوطن العربي البالغ عددهم 290 مليون نسمة ورغم هذه النسبة الكبيرة للأطفال العرب فإن المنتوج السينمائي المقدم لهم في هذا المجال منذ بداية إنتاج أفلام الاطفال بالوطن العربي لا يعال إنتاج السينما الأمريكية لهذه الشريحة في عام واحد حيث بلغت إيرادات الأفلام السينمائية في الولايات المتحدة الأمريكية 11.4 مليار دولار شكلت سينما الطفل جزء مهماً منها. ويمكن الجزم بأن معظم الأعمال السينمائية الخاصة بالأطفال المعروضة في البلاد العربية هي من إنتاج شركات أمريكية وأوروبية وشرق أسيوية. يرجع عدد من العاملين في هذا الحقل أسباب هذا الغياب إلى التكلفة العالية التي تتطلبها سينما الطفل إضافة إلى ندرة الكوادر العربية المتخصصة في هذه الصناعة ومن هنا كان الإتجاه نحو الإنتاج الأجنبي إضافة إلى عدم وضع المنتجين والمخرجين العرب لهذه الشريحة على خارطة أعمالهم الفنية وتركيزهم فقط على الأعمال التي تقدم للفئات الشبابية والمتقدمة في السن رغم توفر النصوص الجيدة التي يمكن أن تشكل مشاريع أفلام أطفال عربية ناجحة ومربحة.
خطوة متقدمة
رغم حالة الغياب القسري المفروضة على سينما الطفل في الوطن العربي خلال كل السنوات الماضية إلا أن عدد من المحاولات الجادة بدأت تظهر هنا وهناك لتغيير هذا الواقع ولعل أهمها على الإطلاق تملثت في مهرجان الشارقة الدولي لسينما الأطفال (فن ) الذي إنطلقت أولى دوراتهبدولة الإمارات العربية في العام 2013م تحت رعاية قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى – حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيس المجلس الأعلى للأسرة. وكان الهدف الرئيسي من المهرجان في الارتقاء بصناعة سينما الطفل بالوطن العربي من خلال تطوير قدرات أصحاب المواهب السينمائية من الأطفال والناشئين والشباب إضافة إلى دعم وتقدير السينمائيين المهتمين بسينما الطفل لتحفيزهم على إنتاج المزيد من الأعمال المميزة مع توفير البيئة الملائمة والإمكانيات المناسبة لتصوير وإنتاج وإخراج وتسويق وعرض هذه الأفلام والتركيز على تقديمها للمضامين المنسجمة مع الهوية العربية والإسلامية والقيم الإنسانية العالمية ويعتبر هذا المهرجان مشروعاً فنياً متكاملاً يعمل ضمن فضاءات متعددة تجمعها السينما فهو يعمل على تنمية وتطوير قدرات الجيل الجديد ليكون قادراً على الإبداع في صناعة السينما خاصة ما يتعلق منها بعالم الطفل ومن جهة أخرى يسهم في تمكين الأطفال والناشئين والشباب من تعزيز قدراتهم في مجال تقييم ونقد الأعمال السينمائية.
نظرة مختلفة
ترى الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي مدير مؤسسة فن ومدير مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل أن أهمية هذا المهرجان تنبع من النظرة الإيجابية للفن السينمائي كوسيلة عصرية للتعليم والتثقيف والترفيه وبناء جيل من الأطفال والشباب الموهوبين والمبدعين في هذا المجال مشيرة إلى السينما أصبحت في عالم اليوم إضافة إلى قيمتها التربوية والترفيهية والتعليمية قادرة على تحقيق الربح وبالتالي فإنها تشجع الأطفال والناشئين على التعرف أكثر على هذا العالم الممتع والانخراط فيه بشكل أكبر لعله يوفر لهم فرص العمل مستقبلاً في مهنة تشهد نمواً مستمراً مثلما تتيح لهم التعبير بشكل أفضل عن أفكارهم وآرائهم ونظرتهم إلى العالم وبث الرسائل التي يرغبون بها حول واقعهم الحالي وتطلعاتهم المستقبلية وهو أمر يفرض ضرورة وجود اهتمام أكبر بهذه الصناعة.
دورة جديدة
حالياً تجري الإستعدادات لتنظيم الدورة الخامسة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل خلال الفترة من 8 إلى 13 أكتوبر المقبل وأعلنت (فن ) أن هذه الدورة ستشمل تنظيم برنامج غني بعروض الأفلام، وورش العمل المتعلقة بصناعة السينما على مدى أيام المهرجان الستة بالإضافة إلى أنشطة الفنون الإعلامية التي صممت لزيادة تفاعل أطفال وشباب المنطقة مع صناعة السينما بجميع جوانبها إنتاجا وإخراجا وتقييما. و وقع الاختيار 124 فيلماً من 33 دولة للمشاركة في هذه الدورة وذلك من ضمن 500 فيلم تقدمت للمهرجان. كما يشهد المهرجان منافسة قوية على جوائزه التقديرية التي تتضمن سبع فئات رئيسية هي : أفضل فيلم من صنع الأطفال، وأفضل فيلم طلابي، و،أفضل فيلم قصير من الخليج ، وأفضل فيلم عالمي قصير، إضافة إلى أفضل فيلم رسوم متحركة، وأفضل فيلم وثائقي، وأفضل فيلم روائي طويل” وستخضع الأعمال الفنية المرشحة للفوز إلى عدد من المعايير مثل فكرة العمل، وعناصر الابتكار والإبداع، وطريقة العرض والتقنية المستخدمة والتنظيم وغيرها من المعايير .وسيقوم 37 من الأطفال والشباب بتقييم الأفلام المشاركة وإختيار الفائزة منها، كما ستضم لجنة التحكيم عدداً من الممثلين، والأدباء، والشعراء ،والمنتجين، والمخرجين الخليجيين والعرب من بينهم الممثل السعودي إبراهيم الحساوي، والفنان الإماراتي مرعي الحليان، والكاتب والسيناريست الإماراتي محمد حسن أحمد، والفنان الإماراتي أحمد الجسمي، والكاتب والمنتج الإماراتي سلطان النيادي، والمخرج الإماراتي عبدالله الكعبي، والشاعرة والكاتبة والمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، و الممثل والمخرج الإماراتي الدكتور حبيب غلوم، والإعلامية الأردنية علا الفارس، والفنان والمؤلف والمخرج الإماراتي عبدالله صالح، والمخرجة الإماراتية نايلة الخاجة، بجانب رائد الأعمال والفنان الإماراتي عبدالله الشرهان، والمخرج والمنتج السينمائي البحريني بسام محمد الذوادي،والمخرج الإماراتي المتخصص في صناعة أفلام الكرتون محمد سعيد حارب، والمخرج الإماراتي علي مصطفى، والفنان الكويتي الدكتور خالد أمين، والمنتج والمخرج السعودي أيمن جمال، إضافة إلى الممثلة الأمريكية أنيكا نوني روز، والمنتجة والمخرجة الجنوب أفريقية فيردوز بولبوليا.وسيتمكن الأطفال من مشاهدة الأفلام عبر عدد من المراكز التجارية والأماكن العامة كما توفر إدارة المهرجان خدمة تفاعلية للتواصل مع النجوم والمشاركة في ورش العمل والدورات والندوات المصاحبة.