علي اليامي
.. التفاصيل الصغيرة تحمل في بعض الأحيان معان كبيرة، وتفرز مواقف إنسانية رائعة تستحق التوقف عندها لنتأمل عمقها ونتدبر تأثيرها الإيجابي على المحيطين بنا..
.. ربما يعتبره البعض موقف عابر من وحي اللحظة أو لفتة لا تستحق عناء التفكير لكن ما قامت به رئيسة اللجنة التنسيقية لملتقى المواهب الشابة ريوف بنت سعد الشمري كان أكثر عمقا من ذلك.. رسالة جديرة بالتدوين والاحتفاء والتأمل..
..
.. عند حضور الضيوف في الملتقى إلى المخيم الشتوي بمنطقة الحدود الشمالية لتناول وجبة الإفطار والقهوة (رجالا ونساء) وبعد أن أتخذ الجميع أماكنهم.. (جانب للرجال وآخر للنساء) هم أحدهم بصب القهوة وحين توجه إلى جانب النساء اعترضت طريقه ريوف الشمري قائلة لن تصب فنجال قهوة لنا قبل أن ينال العمال والسائقون الذين ظلوا في خدمتنا طيلة الفترة الماضية حظهم منها وطلبت منه أن يحمل لهم طبق التمر ويطلب منهم الدخول إلى المجلس لتناول القهوة في عين المكان الذي يجلس بداخله الضيوف على مختلف مقاماتهم دون تمييز وأشارت إليه أن يصب لهم القهوة أولا وقد كان.. وحينها كان الحضور يراقب هذا الموقف الإنساني النبيل بإعجاب كبير تحفه دهشة تحمل في طياتها عبارات غير منطوقة مفادها أن مثل هذا التصرف لن يصدر إلا من إنسانة متحضرة تعرف قدر الناس بعيدا عن مواقعهم ومهنهم وتقدر كل شخص دون تمييز.. وهذا الموقف جعل أحد السائقين يقول بتلقائية :(إن هذه المرأة بنت رجال وصاحبة خلق عظيم).. وبالفعل أصبح هذا الموقف الإنساني حديث الملتقى، وأكد لي أنا شخصيا حسن اختياري ريوف الشمري لتكون منسقة عبر ثلاث ملتقيات متتالية.. شكرا ريوف الشمري على هذا الدرس الإنساني المجاني.