نجران : علي اليامي
.. . رغم القذائف الهمجية التي تعرضت لها منطقة نجران بأقصى الجنوب السعودي من قبل المليشيات الحوثية الغاشمة خلال السنوات الثلاث الماضية إلا أن المنطقة بشيبها وشبابها ورجالها ونسائها ظلت ومازالت صامدة أمام هذا القذائف واستطاعت التصدي لها وتلقين مليشيا الحوثي المدعومة من ايران الارهابية دروساً في التضحية والاستبسال وقدمت الكثير من الشهداء والجرحى وذلك حماية للأرض والوطن وإخلاصاً و وفاء للقيادة التي ظلت تقدر هذا الدور الوطني لأهالي نجران وتشيد بتضحياتهم منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز وحتى هذا العهد المبارك لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله ورعاهما – ونتيجة لتلك الظروف الاستثنائية تم اغلاق مطار نجران امام الرحلات الجوية والداخلية والخارجية خلال هذه الفترة وقد تفهم مواطنو المنطقة حينها هذا الإجراء الذي اتخذته الجهات المسؤولة حماية للأرواح والممتلكات؛ إلا أن الوضع الآن قد تغير أصبحت المنطقة أكثر أمناً واستقراراً بفضل مجهودات وتضحيات القوات المسلحة السعودية تحت رعاية ودعم ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبد العزيز و ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، و يرى عدد كبير من أهالي المنطقة أنه من الممكن فتح مطار نجران بعد المعاناة الكبيرة التي تكبدها سكان المنطقة بسبب اغلاقه خلال الفترة الماضية. ( الجودة) تسلط الضوء في هذا التقرير على هذا الواقع.
مناشدات عاجلة
أطلق عدد كبير من من المواطنين خلال الأيام الماضية مناشدات عاجلة إلى القيادة الحكيمة الجهات المسؤولة في المملكة عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) منادين فيها لإنهاء حالة اغلاق مطار نجران وذلك لرفع المعاناة التي نتجت عن توقف الرحلات الجوية من وإلى نجران ونشر هؤلاء المغردون صوراً تعكس الواقع الذي يعيشه مواطنو المنطقة بسبب هذا الوضع معبرين عن ثقتهم في تفهم المسئؤولين لهذه المناشدات كعادتها للتخفيف من هذه المعاناة التي امتدت لاربع سنوات بل ذهب هؤلاء المغردون لهاشتاق حمل عنوان ( مطار نجران يا ولي العهد ) عبرت كلماتها في أدب جم عن حبهم لولي العهد وأملهم في تحقيق حلمهم بإعادة فتح مدارج مطار نجران أمام الملاحة الجوية.
واقع ومشقة
يقول المتابعون إن اغلاق مطار نجران خلال الفترة الماضية تسبب في معاناة كبيرة للمواطنين خاصة المرضى منهم وأصحاب الحاجات الخاصة وإن أهالي نجران أصبحوا يتكبدون مشقة السفر براً لمسافة 290 كيلومتر مروراً بمحافظات ظهران الجنوب والحرجة وسراة عبيدة واحد رفيدة بغرض السفر جواً من مطار أبها وإن هذه الرحلة الطويلة تتخللها كثير من المخاطر التي تنتج عنها حوادث سير جسيمة أدت إلى عدد كبير من الوفيات والإصابات وأضرار بالممتلكات بينما يفضل البعض السفر مباشرة إلى مدينة الرياض أو مكة المكرمة أو جدة قاطعين مسافة تتجاوز الألف كيلومتر من أجل الحصول على فرصة لسفر بالطيران إلى خارج المملكة بغرض العلاج أو الدراسة أو التجارة .
أرقام وخسائر
حسب مراقبون في نجران فإن توقف الحركة بالمطار صاحبته مجموعة من الآثار الاقتصادية والاجتماعية والصحية السالبة وقد انعكس هذا على مجمل الحياة في المنطقة . وقال اقتصاديون إن اغلاق المطار الذي يبعد 40 كيلو متر عن مدينة نجران ويقدم خدماته لأكثر من 700 ألف نسمة قد حرم المنطقة من التمتع بالامتيازات التي طرحتها رؤية 2030 وجعلها تتأخر عن بقية مناطق المملكة في تنفيذ أهداف الرؤية حتى الآن وأن المنطقة شهدت غياب المؤتمرات والفعاليات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية في هذه الفترة نتيجة اغلاق هذه النافذة الملاحية الحيوية.
حديث المواطن
المناشدة بفتح المطار وإعادة الحياة إليه لم تقتصر على رواد مواقع التواصل الاجتماعي فحسب بل امتدت إلى المواطن البسيط الذي تأثر مباشرة بهذا الوضع كغيره من فئات المجتمع الأخرى. يقول المواطنون إن المطارات تعتبر نعمة من الله وهي وسيلة مهمة لحركة التنمية وتنقل المواطنين وإن الدولة – أعزها الله – قد أكرمت جميع مناطق المملكة بتشييد المطارات الحديثة ومطار نجران هو الأحدث من نوعه وقد ساهم في قيام كثير من المشاريع التنموية العملاقة لصالح مواطن المنطقة لذلك فإن الحاجة إلى إعادة تشغيله أصبحت اليوم أكثر من أي وقت مضى وذلك لمواكبة النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة حالياً بفضل رؤية 2030 تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز واهتمام ورعاية ولي عهده الأمين الأمير الطموح محمد بن سلمان، ويؤكدون أن المطار يمثل شريان الحياة بالنسبة للمنطقة وأن إعادة فتحه أمام الرحلات سوف يرفع المعاناة عن المواطنين خاصة المرضى وكبار السن الذين لا يتحملون عناء السفر براً لمسافات طويلة لتلقي العلاج أو زيارة ذويهم في المناطق الأخرى من المملكة ويأملون بتحقيق أمنية فتح المطار حتى تكتمل فرحة هؤلاء المواطنين.