علي اليامي : دبي
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن إحياء اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة تمثل مناسبة لتكريم النساء والرجال الشجعان الذين فقدوا حياتهم أثناء خدمة الأمم المتحدة لحفظ السلام.
وقال غوتيريش خلال مناسبة وضع إكليل من الزهور تكريما لأرواح جنود حفظة السلام بمقر الأمم المتحدة في نيويورك إن الأمم المتحدة فقدت أكثر من 3700 من قوات حفظ السلام العسكرية والشرطية والمدنية منذ إنشاء الأمم المتحدة أول بعثة لها قبل 70 عاما. وأضاف أن حفظة السلام هؤلاء ضحوا بحياتهم لحماية أرواح الآخرين و”نحن مدينون إلى الأبد، وسيظلون دائما في قلوبنا.”
وأشار غوتيريش إلى أن العام الماضي شهد أكبر عدد من الضحايا ضمن صفوف حفظة السلام منذ عدة سنوات نتيجة العمليات الشريرة، بينهم 132 فردا من 37 دولة.
وأضاف “لسوء الحظ، لم يعد علم الأمم المتحدة يوفر الحماية لحفظة السلام، وأصبح تعريف نشاط تعددية الأطراف أكثر خطورة على النساء والرجال الشجعان الذين يعملون كقوات لحفظ السلام.”
لكن غوتيريش قال إن السنة الماضية برغم ذلك أظهرت أيضا قيمة بعثات لحفظ السلام حيث إن إغلاق اثنتين منها في كوت ديفوار وليبريا، هو علامة بارزة على طريق السلام والاستقرار في منطقة شهدت في الماضي حالة من الفوضى. عندما يتم وضع الاستراتيجيات والموارد والموارد السياسية المناسبة، فإن مهمة الأمم المتحدة لحفظ السلام تنقذ وتحسِّن حياة الملايين من الناس.
وتطرق إلى زيارته إلى مالي حيث قال “لقد تأثرت كثيرا بالعمل الهام الذي يقوم به أصحاب الخوذات الزرقاء، العاملون مع بعثة الأمم المتحدة المتكاملة في مالي والتحديات العديدة التي يواجهونها. فبرغم التهديد الذي يواجهونه من قبل الإرهابيين والمجرمين والجماعات المسلحة من جميع الأنواع، إلا إنهم يساعدون في بناء السلام وحماية المدنيين وضمان العملية السياسية. إنهم يبدون نفس الشجاعة والتفاني والخدمة والتضحية كزملائهم في بعثات الأمم المتحدة الثلاث عشرة الأخرى لحفظ السلام.”
وقال غوتيريش إن تلك الزيارة أكدت له الحاجة إلى حفظة سلام مدربين ومجهزين ومدعومين جيدا، وفي نفس الوقت على أتم استعداد لمواجهة البيئات الصعبة للغاية، بالنظر إلى عدد الجماعات الإرهابية والمنظمات الإجرامية التي تعمل في المنطقة التي ينتشرون فيها.
وأشار إلى أن حفظة السلام يتمتعون بدعم قوي من المجتمع الدولي بأسره – بدءا بمجلس الأمن، مع ولايات واضحة ومركزة، حيث يستحيل أحيانا على حفظة السلام القيام بكل ما يطلب منهم أو يتوقع منهم القيام به.
وقال غوتيريش إن الأمم المتحدة تقوم الآن بتنفيذ تدابير جديدة لتحسين سلامة وأمن حفظة السلام، ردا على ارتفاع خسائر بعثات حفظ السلام بشكل كبير في السنوات الأخيرة. وأشار إلى تحسن قدرات حفظة السلام على الدفاع عن أنفسهم برغم استمرار الهجمات في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وأعرب عن أمله في رؤية المزيد من التحسينات في سلامة أفراد حفظة السلام قائلا “إن حماية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تمكنهم من حماية المدنيين الذين يخدمونهم. إنني ملتزم بتحسين الأمن لجميع موظفي الأمم المتحدة، وخاصة جيشنا في الخطوط الأمامية. كما نعمل مع الدول الأعضاء لتوفير معدات وتدريب أفضل للنساء والرجال الذين يرسلهم المجتمع الدولي.”
وقال الأمين العام إنه على مدى السنوات السبعين الماضية، خدم أكثر من مليون رجل وامرأة تحت علم الأمم المتحدة، مشيدا بالتضحيات التي قدمها أسر وأصدقاء جميع حفظة السلام “لا سيما أولئك الذين لم يعودوا إلى ديارهم.” وأضاف أن الاحتفال بذكرى حفظة السلام الذين سقطوا، يأتي تأكيدا للالتزام بمهمة بعثات حفظ السلام من أجل مستقبل أفضل.”