الجودة : دبي
بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تم إطلاق الخطة الاستراتيجية الوطنية لعام الخير، وذلك خلال جلسة استثنائية لمجلس الوزراء عقدت في “واحة الكرامة” أمام نصب الشهيد بأبوظبي حضرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زيد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، حيث أعلن صاحب السمو رئيس الدولة عن تكريس عام الخير بكافة مبادراته ومشاريعه وبرامجه لشهداء الإمارات الذين افتدوا وطنهم بأرواحهم الغالية، مجسِّدين أرقى وأجمل صور العطاء، ومسطِّرين قصص بطولة وشجاعة وإقدام سوف تظل محفورة في ذاكرة الوطن، ونموذجاً تسترشد به الأجيال في كل ميادين العطاء والعمل الإنساني والخيري وخدمة الوطن.
وقد اختيرت “واحة الكرامة” مكاناً للإعلان عن الاستراتيجية الوطنية لعام للدلالة الرمزية لهذا الموقع الذي تم تشييده للاحتفاء بشهداء الوطن، تجسيداً لرؤية رئيس الدولة بتخليد أسماء الذين ضحوا بأرواحهم أثناء أدائهم واجبهم الوطن لتبقى راية البلاد خفّاقة.
وتشكل الاستراتيجية الوطنية لعام الخير خطة شاملة لاستدامة العمل الإنساني ومأسسته في القطاعين الحكومي والخاص، وذلك بناء على إعلان رئيس الدولة العام 2017 عاماً للخير، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بوضع إطار استراتيجي وتنظيمي مستدام للعمل الإنساني في الدولة.
كما تأتي الاستراتيجية ترجمةً لمخرجات “خلوة الخير” التي كان قد دعا إليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بحضور أكثر من مائة شخصية وطنية في فبراير الماضي، من بينهم وزراء ومسؤولون حكوميون ومسؤولون في القطاع الخاص وشخصيات من عدد من المؤسسات الإنسانية وأصحاب الخير الذين ناقشوا العديد من التحديات ووضعوا الخطوط العريضة لعدد كبير من المبادرات والبرامج والمشاريع التي تسعى في المدى المنظور إلى خلق بيئة مؤاتية وداعمة وحاضنة لنهج العطاء في كل المجالات مع خلق قاعدة مؤسسية ومنهجية، مدعومة بمنظومة تشريعية، للعمل الإنساني التنموي في الدولة.
وتشمل الاستراتيجية الوطنية لعام الخير أكثر من 1000 مبادرة وبرنامج شاركت في إعدادها 100 جهة حكومية وخاصة، موزعة على ستة مسارات، هي: المسؤولية الاجتماعية للشركات والشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص برئاسة معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، والتطوع برئاسة معالي نجلاء بنت محمد العور وزيرة تنمية المجتمع، وتطوير الدور التنموي للمؤسسات الإنسانية برئاسة معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، والإعلام برئاسة معالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، والمنظومة التشريعية ذات الصلة بأهداف عام الخير برئاسة معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للسعادة، وخدمة الوطن برئاسة معالي شما بنت سهيل المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب .. ويتولى الإشراف على الاستراتيجية معالي محمد عبدالله القرقاوي، رئيس اللجنة الوطنية لعام الخير.
وتنطلق الاستراتيجية من رؤية تسعى إلى ترسيخ العمل الإنساني في الإمارات وتعزيز مكانة الدولة باعتبارها الأكثر عطاء عالمياً، حيث تستند إلى ستة أهداف رئيسية تعكس المسارات الست، هي: تفعيل مساهمة الشركات والمؤسسات الخاصة في المشاريع التنموية، ضمن إطار مسؤوليتها الاجتماعية، كي يكون القطاع الخاص شريكاً أساسياً للحكومة في مسيرة التنمية للدولة، والنهوض بالعمل التطوعي وتعميمه في المجتمع الإماراتي عبر السعي إلى تعزيز ثقافة التطوع وخلق فرص تطوعية تخدم كافة القطاعات المجتمعية، وترسيخ قيم خدمة الوطن بوصفها شكلاً من أشكال ثقافة الخير والعطاء عبر تعزيز مسؤولية الفرد والمجتمع في المساهمة في الإعلاء من شأن الوطن في كل المجالات ليشكل هذا المفهوم جزءاً من بناء الشخصية الإماراتية، وتعزيز الدور التنموي للمؤسسات والجمعيات الإنسانية والخيرية في الدولة وتطوير أدائها، وبناء منظومة تشريعية متكاملة لمأسسة عمل الخير في الإمارات ووضعه في إطار مستدام، وتعزيز دور الإعلام في دعم عمل الخير، بوصف الإعلام من الأدوات المساندة والممكِّنة، كما أنه شريك أساسي في نشر ثقافة الخير وتعزيز قيم المسؤولية الاجتماعية والعمل التطوعي وخدمة الوطن، التي تشكل المحاور الأساسية لعام الخير 2017.