علي اليامي
… حين نصف شخصا ما بأنه متحضر فإن ذلك يعني أنه على درجة عالية من الوعي، والادراك ، والمعرفة العامة التي تمكنه من فهم تفاصيل الحياة والتعامل مع المجتمع بصورة إنسانية راقية ، ومثل هذا الإنسان هو الذي يتخذ منه الآخرون نموذجا في حياتهم ويصبح علامة مميزة ومتميزة في المجتمع وهكذا يكون سلوك الأفراد في الأمم التي تستحق أن يطلق عليها وصف المتحضرة والمتقدمة..
.. في حياتي الخاصة والعامة التقيت عددا كبيراً من الناس لديهم من الصفات ، والسلوكيات، والمواقف التي تؤهلهم لنيل لقب الإنسان المتحضر بدرجات متفاوته ولكني أجزم – ودن مبالغة أو تحيز – بأن صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود هو نموذج سعودي للإنسان المتحضر في جميع تفاصيل حياته فهو قبل أن يكون أميراً وابن ملك وحفيد مؤسس هو إنسان بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان ظاهرة و خفية وجميع حركاته وسكناته مضبوطة على معايير الجودة في الرقي والتعامل النبيل أينما كان وحيثما وجد وأقول هذا الحديث عن تجربة شخصية لي مع الأمير مشعل امتدت طوال فترة تقلده إمارة نجران و حتى تاريخ هذه اللحظة.. مشعل بن عبد الله ظل ومازال الإنسان ذاته الذي يجيد فن التعامل مع الآخرين بلغة بسيطة وقلب مفتوح وعقل منفتح يستوعب الجميع وهذا السلوك الحضاري في حياته جعله محل حب من أهل نجران حتى اليوم .. مشعل صاحب الاهتمامات المختلفة ،و النظرة الصائبة ، والقراءة الواعية لكل مايجري حوله من وقائع واحداث ولا أنسى في هذا المقام تعامله الراقي والمتحضر مع فريق العمل إبان الاحتفالات بالعيد الوطني للمملكة وكنت حينها رئيسا لعدة لجان إعلامية في هذه المناسبة وكنت أوثق ما يجري في هذه الاحتفالات وكان الأمير مشعل يتجول في المعارض المصاحبة للإحتفالات ويبدئ تفاعله وانفعاله مع اللوحات الفنية والأعمال التشكيلية، والعروض الشعبية ويعامل الجميع بلطف وذوق واحترام كبير ويصر على تمديد أيام عرض هذه الأعمال لايمانه العميق بأهمية الفنون في تقدم الشعوب ورقي حضارتها..
.. جانب مهم في شخصية الأمير مشعل بن عبد الله يجعلني أكثر ثقة في طبيعة سموه المتحضرة هو عقله المنفتح على كل الأفكار والتوجهات و مقدرته الكبيرة في قبول الآخر المختلف ورفضه لكل أنواع التشدد والتطرف في جميع الظروف وقد كانت له مواقف كثيرة في هذا الخصوص تجلت فيها حكمته وبعد نظره و قدرته على التعامل مع المواقف الحرجة والخطرة بصورة واعية وعقل سليم فكانت النتيجة حلولا متحضرة لمشاكل كبيرة. وعلى أيام تولي مشعل بن عبد الله مسؤولية إمارة نجران شهدنا حراكا ثقافيا، و اجتماعيا، و فكريا، ورياضيا واسعا وكانت المنتديات ، والمؤتمرات، و الملتقيات والبرامج والفعاليات هي السمة الواضحة في نجران وكان الامير مشعل في كل هذه المناسبات يردد بأن الحضارة هي نتاج الإدارة الواعية والأفكار الإيجابية القادرة على صناعة الأفضل وهي ذات الكلمات التي كان يرددها غازي القصيبي، وغيره من الرواد والتنويريين الذين نتناول دائما حياتهم و أعمالهم بالتوثيق والمتابعة لأنهم كانوا أعلام في مجتمعنا السعودي ومازال تاثيرهم قائما بيننا لأنهم أدركوا مقومات الحضارة والسلوك المتمدن، وهكذا هو الأمير مشعل مازال يواصل هذا الطريق تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز و ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله في ظل رؤية٢٠٣٠ التي غيرت وجه الحياة في المملكة العربية السعودية وجعلت من المستحيل ممكنا وفتحت أبواب الإبداع والابتكار والتحضر في كل جوانب الحياة و هكذا يمضي الأمير مشعل باذلا جهده، وفكره، و وقته من أجل تعزيز قيم الخير، و رعاية كل ما هو جميل وانساني في هذا الوطن الذي يمتلك كل مقومات الحضارة والرفعة والسمو.
… حديثنا عن مشعل بن عبد الله الإنسان المتحضر لن ينتهي ابدا لأنه حديث من القلب إلى القلب و كلام نابع من الواقع الصادق عن رجل يقدس الوطن ، و يدرك أهمية الحضارة في حياة الأمم.