علي اليامي
رحيل أي إنسان يترك فراغا عريضا بين أهله واصدقائه ومحبيه ويكون العزاء دائما حسن السيرة و صفاء المسيرة..
.. رحل عنا اللواء حسن بن مهدي بن صغير آل حطاب.. رحل علم من أعلام النبل والإنسانية.. رجل كرس حياته لخدمة الآخرين وقضاء حوائجهم.. رجل عشق الخير فكانت حياته منبع خير وسلسلة من العطاء المستديم.. كان الراحل آل حطاب نموذجا مضيئا لنكران الذات، ومثالا نادرا للوفاء فعاش محبوبا بين أهله وأبناء قبيلته في نجران.. نافعا أينما وجد.. صادقا في القول والعمل ولا يرد صاحب حاجة أبدا.. سخر موقعه وعلاقاته الواسعة لخدمة الجميع فالتفت حوله القلوب وتربع على الوجدان.. كان الكل عنده سواء لا تقف خدماته عند عرق أو مذهب كالغيث أينما وقع نفع.. ظل يغرس بذور المحبة عبر عقود منذ بداية عمله في الرياض وحتى تقاعده برتبة لواء .. ومثلما كان إنسان بمعني الكلمة كان مهنيا ومسؤولا ورجل دولة من الطراز الأول.. نعم الجميع بكى حسن بن مهدي آل حطاب لأنه كان متاحا للجميع فكم من طالب تعثر في دراسته فأعاد له الأمل، وكم من شاب أوصدت أمامه سبل الحياة فكان الراحل هو المفتاح للأبواب الموصدة، أما المحتاجين من المرضى فقد وجدوا في قلبه العطوف بلسما لآلامهم ومعينا على أسباب شفائهم بفضل علاقاته الممتدة في المستشفيات وبين أهل الخير والإحسان..
.. نعم لو أردنا أن نحصي فضائل الراحل آل حطاب قطعا فإن الفشل سيكون حليفنا.. يكفينا عزاء ان سيرته العطرة وذكراه الطيبة ستظل باقية بيننا تلهمنا كيف يكون العطاء والتفائي لخدمة الآخرين.